بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‮"‬محمد‮" ‬شهيد الحوامدية

يوم الجمعة‮ ‬28‮ ‬يناير كان الأخير في‮ ‬حياة محمد شحات عبدالعال‮ »‬19‮ ‬سنة‮« ‬طالب بمدرسة الحوامدية الثانوية التجارية المشتركة‮.. »‬محمد‮« ‬ليس له أي‮ ‬اتجاهات سياسية أو دينية

ولا‮ ‬ينتمي‮ ‬لأي‮ ‬حزب سياسي‮ ‬في‮ ‬حياته‮. ‬كما لم‮ ‬يشارك في‮ ‬مظاهرات الثلاثاء‮ ‬25‮ ‬يناير ولكن خرج في‮ ‬مظاهرات جمعة الغضب لأول مرة في‮ ‬حياته وكانت الأخيرة بعد أن ودع والده بعد صلاة الجمعة‮.‬

في‮ ‬منزل بسيط مكون من دور واحد بطريق‮ ‬11‮ ‬بمدينة الحوامدية التقت‮ »‬الوفد‮« ‬أسرة الشهيد محمد شحات الذي‮ ‬استشهد برصاصة حية أسفل الجمجمة أمام قسم شرطة الحوامدية أثناء مشاركته مع أبناء بلدته في‮ ‬مظاهرات جمعة الغضب‮.‬

داخل‮ ‬غرفته جلس الأب ودموعه تسبقه بينما زوجته في‮ ‬الغرفة المجاورة لغرفته تبكي‮ ‬علي‮ ‬نجلها وتجلس مع مريم‮ »‬19‮ ‬سنة‮« ‬شقيقة محمد التوءم بعد اصابتها بصدمة عصبية حادة حزنا علي‮ ‬وفاته تم نقلها إلي‮ ‬مستشفي‮ »‬الإسلامية‮« ‬لتلقي‮ ‬العلاج ولم‮ ‬ينطق لسانها حتي‮ ‬الآن سوي‮ ‬بجملة واحدة هي‮ »‬فين محمد‮«.‬

يقول الأب شحات عبدالعال الموظف بشركة الغازات الصناعية لـ‮ »‬الوفد‮«: ‬محمد ابني‮ ‬كان طيبا للغاية ويسمع الكلام،‮ ‬طلب مني‮ ‬يوم‮ ‬28يناير بعد ما رجعنا من صلاة الجمعة الذهاب للمشاركة في‮ ‬المظاهرات ولكني‮ ‬رفضت خوفا عليه فقال لي‮ ‬حاضر‮ ‬يابابا بس هروح لاحضار شقيقي‮ ‬مصطفي‮ ‬وارجع بسرعة فتركته‮ ‬يذهب لإحضار شقيقه مصطفي‮ ‬13‮ ‬سنة،‮ ‬لكن الموت كان في‮ ‬انتظاره حيث اخبرني‮ ‬أحد جيراني‮ ‬ان محمد شارك مثل شباب كثير من الحوامدية في‮ ‬المظاهرات وأثناء مرورهم بالمظاهرات من أمام قسم شرطة الحوامدية اخترقت رصاصة أسفل الجمجمة نقل علي‮ ‬أثرها لمستشفي‮ ‬الحوامدية فتوجهت للمستشفي‮ ‬علي‮ ‬الفور فوجدته في‮ ‬الاستقبال‮ ‬غارقا في‮ ‬دمائه‮.‬

ويضيف الأب قائلا‮: ‬كانت الساعة حوالي‮ ‬الثالثة عصرا ومازال‮ ‬يتنفس ولكن في‮ ‬غيبوبة وفاقد النطق حتي‮ ‬لفظ أنفاسه الأخيرة أمامي‮ ‬الساعة الثامنة مساء ولم أستطع فعل شيء له بعد أن تركه الأطباء بدون تدخل جراحي‮ ‬كل هذه الفترة،‮ ‬لن أنسي‮ ‬تلك اللحظة التي‮ ‬فاضت فيها روحه إلي‮ ‬السماء‮.‬

ويقول الأب في‮ ‬حسرة‮: ‬منهم لله اللي‮ ‬قتلوا ابني‮ ‬وحسبي‮ ‬الله ونعم الوكيل لن أترك حق ابني‮ ‬ولكن أنا معرفش آخذ حقي‮ ‬من وزارة الداخلية ازاي‮ ‬وأنا ظروفي‮ ‬علي‮ ‬قد الحال حتي‮ ‬مكتب النائب العام أنا معرفهوش فين‮.‬

ويلتقط أطراف الحديث محمد زينهم خال الشهيد ويقول‮: ‬رحل محمد في‮ ‬أول مظاهرة‮ ‬يشترك فيها في‮ ‬حياته ولم‮ ‬يكن له أي‮ ‬نشاط سياسي‮.‬

ويضيف أن الشهيد كان‮ ‬يدرس بمدرسة الحوامدية الثانوية التجارية ويشتغل بجوار دراسته ليساعد والده وكان‮ ‬يحلم بإنهاء الدراسة بفارغ‮ ‬الصبر وتأدية الخدمة العسكرية لمساعدة والده في‮ ‬تربية أشقائه حيث له من الأشقاء‮ ‬4‮ ‬بنات وولد‮.‬

وأضاف أن الأسرة لم تتمكن من تحرير محضر في‮ ‬الحوامدية حول واقعة قتل محمد فتوجهنا إلي‮ ‬البدرشين وحررنا محضرا هناك وذهبنا لمكتب الصحة وأخذنا تصريح الدفن ولكن المسئولين أعطونا شهادة وفاة الشهيد دون كتابة سبب الوفاة في‮ ‬الشهادة فتوجهنا إلي‮ ‬مكتب الصحة بالحوامدية وتم اعطاؤنا تقريرا‮ ‬يفيد بأن الشهيد محمد شحات عبدالعال توفي‮ ‬بتاريخ‮ ‬28‮ ‬يناير وكان سبب وفاته طلقا ناريا أسفل الجمجمة من الناحية اليمني‮ ‬أدي‮ ‬إلي‮ ‬نزيف داخلي‮ ‬بالمخ‮.‬

ويضيف مرزوق سعيد ابن عمة الشهيد ويقول إن محمد كان معه‮ ‬يوم الجمعة‮ ‬28‮ ‬يناير بعد الصلاة وطلب منه أن‮ ‬يذهب معه للمشاركة في‮ ‬المظاهرات ولكنه رفض وقال إنه لم‮ ‬يشارك في‮ ‬أي‮ ‬مظاهرات من قبل‮.‬