البصاصون وكهنة طره ..
من سخريات القدر أن يقفز عتاة الفلول من الفاسدين والمرتشين والغارقين في جهل اللامهنية الى المواقع القيادية بماسبيرو بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ، وبدلا من أن يتم وقفهم عن العمل والتحقيق معهم في قضايا فساد وافساد لاحصر لها تتم مكافأتهم على اخلاصهم وولائهم لمنظومة الفساد التي تربوا عليها وأخلصوا لكاهنها الأكبر صفوت الشريف وتلميذه النجيب انس الفقي واليوم هم متعلقون ببقاء الجنرال أحمد انيس وزير الاعلام ورئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون الأسبق باعتباره القادر على حمايتهم ..
كان المفترض أن تجعل الثورة ملف اصلاح الاعلام في المقدمة ولكن بدلا من ذلك حافظ المخلصون للنظام السابق على مدرسة الاعلام "الشريفية" القذرة واذا كان سجن طره قد استقبل "صفوت وانس" فقد استقبل ماسبيرو "أنيس " وتم التضحية بأسامه هيكل بعد أن تأكد لبعض النافذين في المجلس العسكري والحكومة أن هيكل لن ينسى أنه مثقف وأن سيحافظ على سقف ثابت للمهنية واحترام النفس وحرية التعبير وهذا ليس مطلوبا الان لأن الكتالوج الأخلاقى لوزير الاعلام أن يكون ملكيا اكثر من الملك وعسكريا أكثر من المشير واخوانيا أكثر من بديع وسلفيا أكثر من عبد الماجد والشحات وابن تيمية .. وهذا هو وزير الاعلام الحالي والذي اعتقد أنه سيكون آخر وزير اعلام يكلف بادارة منظومة فاسدة ويقاس نجاحه بقدر حفاظه على هذه المنظومة بذات فسادها وشخوصها البارزين والقادرين على نسج خيوط الفساد وخنق أي نسمة شريفه ونقية تحاول التمرد على التضليل الاعلامي والتزييف المتعمد للوعي الجمعي والعقل الجمعي للمصريين .. من هنا جاء تكريم وزير الاعلام للطابور الخامس الذي أخلص لدولة صفوت الشريف واستمر محافظا على هذا الولاء وكارها لثورة الخامس والعشرين من يناير وقد رفع الوزير أحمد أنيس صبيان المرحلة الشريفية ليمسكوا بأهم مفاصل ماسبيرو ويوجهوا الخطاب الاعلامي مضبوطا على بوصلة العباسية والقبة حيث المجلس العسكري وعلى بوصلة المنيل حيث جماعة الاخوان وعلى بوصلة طره حيث كهنة الفردوس المفقود .. رئيس قطاع القنوات المتخصصة (ع ع ا )– مخرج متواضع مهنيا - قصير القامة - كل ارقام الموبايلات المدونه بجهازه لضباط امن دولة وهو يفخر بأنه المخرج الحصري لكل افلام ومناسبات وزارة الداخلية طوال أكثر من عشر سنوات مضت ويعتبر من أخلص صبيان صفوت الشريف وانس الفقي واحمد انيس ومن فرافير البصاصين .. أما رئيس التلفزيون (ع أ ) فهو حكاية يحار أمامها اصدقاؤه وخصومه – فالمدعو مخرج مغمور لبرامج الخدمات ويحمل بداخله عداوة لثورة 25 يناير وشبابها وليس في سجل عمله أي انجاز يمكن أن يرفع من قدره اعلاميا ومهنيا على الاطلاق – لكن – هذا المنكمش والمدخن الشره رأس قنوات اسكندرية وطيبة والقناة الثالثة وخلال ستة أشهر مضت رقي الى نائب رئيس قطاع القنوات المتخصصة ثم نائبا لرئيس التلفزيون ثم مستشارا لوزير الاعلام الحالي ثم رئيسا للتلفزيون .. ولأني أعرف رئيس التلفزيون ورئيس قطاع المتخصصة وغيرهم انسانيا ومهنيا فإن الواجب والمسئولية تجاه وطن أحبه وأسكنه ويسكنني – كل ذلك يفرض على أن أؤكد للعامة أن أصحاب هذه المناصب لم يترقوا الا لاعتبارات الولاء لمنظومة الفساد التي شيد قواعدها صفوت الشريف ولاتزال مستمرة حتى يومنا هذا يعمل وفق معاييرها الجميع .. وبالدور الخامس يقبع
الطريق لاصلاح المنظومة الفاسدة في ماسبيرو تبدأ بالتخطيط لنظام مؤسسي وبتفكيك رؤوسومفاصل الفساد لأن المتربعين بأهم المناصب هم من غلاة الفلول الذين يراهنون على ذبح الشرف وتقديم الضحية قربانا لكهنة سجن طره والبداية بتثبيت مذيعين بأهم برنامج توك شو بالقناة الاولي – برنامج استوديو 27 – واحد عضو الامانة العامة للحزب الوطني ومدير اذاعة الحزب والثاني منسقا اعلاميا بلجنة السياسات وعضو الوطني ، أما الاذاعة المصرية فماخور ينبع من طره ويصب في ماسبيرو .. وتلك قصة أخري نستكملها في الحلقة القادمة
------------
مقالات ذات صلة: