بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‮‬عاشور: الحكومة علي‮ ‬رأسها‮ ‬بطحة ‬لأنها تلبس‮ ‬ثوب الحزب الواحد



من الطبيعي‮ ‬حينما نفكر في‮ ‬إجراء سلسلة من الحوارات التي‮ ‬تتناول الأوضاع السياسية التي‮ ‬تعيشها مصر وتحيط بها وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية،‮ ‬فمن الطبيعي‮ ‬أن‮ ‬يتبادر إلي‮ ‬الأذهان اسم سامح عاشور نقيب المحامين السابق والنائب الأول لرئيس الحزب الناصري‮.‬
وصف عاشور التزوير الذي‮ ‬تمارسه الحكومة بالبطحة علي‮ ‬رأس النظام،‮ ‬التي‮ ‬لا تستطيع إزالتها،‮ ‬وأضاف أن الرقابة الدولية قد تعطي‮ ‬الشرعية لانتخابات مزورة،‮ ‬مشدداً‮ ‬علي‮ ‬أنه لا توجد ضمانات لنزاهة الانتخابات‮.‬
وأضاف عاشور أن التزوير سيكون علي‮ ‬الهواء مباشرة من اللجان الانتخابية للفضائيات،‮ ‬لذلك فإن النتيجة المتوقعة محسومة من الآن‮ ‬90٪‮ ‬للحزب الوطني‮ ‬و10٪‮ ‬للمعارضة‮. ‬
أمور أخري‮ ‬يكشف عنها عاشور خلال حواره مع الوفد‮. ‬فإلي‮ ‬نص الحوار‮:‬
‮> ‬لماذا‮ ‬يصر رموز الحزب الوطني‮ ‬علي‮ ‬رفض الرقابة الدولية علي‮ ‬الانتخابات المقبلة علي‮ ‬الرغم من رغبة عدد من القوي‮ ‬المعارضة من إشراف دولي؟
‮- ‬الطبيعي‮ ‬أن‮ ‬يستفيد الحزب الوطني‮ ‬من أي‮ ‬تزوير‮ ‬يحدث،‮ ‬ولا‮ ‬يحتاج لشهود علي‮ ‬ذلك،‮ ‬وليس من مصلحته أن‮ ‬يري‮ ‬أحد ما‮ ‬يفعله أثناء سير الانتخابات،‮ ‬ولابد أن نكون مؤمنين بعدم وجود حياد في‮ ‬العملية الانتخابية بدليل ما حدث في‮ ‬انتخابات مجلس الشوري‮ ‬الماضية،‮ ‬بالإضافة لعدم وجود تكافؤ بين إمكانيات الحزب الوطني‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬إمكانيات الدولة الحكومة،‮ ‬وإمكانيات الرئيس،‮ ‬وبين إمكانيات المعارضة التي‮ ‬تطارد ليلاً‮ ‬نهاراً‮ ‬من الحكومة،‮ ‬بالإضافة لإدراكنا أن التزوير أصبح سمة أساسية للانتخابات في‮ ‬مصر‮.‬
‮> ‬الأسباب التي‮ ‬ذكرتها لا تبرر وجود رقابة دولية علي‮ ‬الانتخابات؟
‮- ‬لا‮ ‬يبرر الرقابة الدولية لأن الرقيب الدولي‮ ‬غير منصف وغير نزيه،‮ ‬فالدول الكبري‮ ‬حينما تتدخل في‮ ‬شئون الدول الصغري‮ ‬لا تتدخل إلا لحسابات تخصها،‮ ‬وليس حزناً‮ ‬علي‮ ‬حالة الديمقراطية في‮ ‬المجتمع،‮ ‬وليس إنصافاً‮ ‬لها،‮ ‬والدليل علي‮ ‬ذلك تدليس المجتمع الدولي‮ ‬لما‮ ‬يحدث في‮ ‬فلسطين والعراق والسودان،‮ ‬كل ذلك لا‮ ‬يبرر ولا‮ ‬يدعو للاطمئنان للرقابة الدولية في‮ ‬مصر،‮ ‬فهو بمثابة تدخل أجنبي‮ ‬في‮ ‬شئون مصر‮.‬
‮> ‬ما تقوله هو نفس دفوع الحكومة برفض الرقابة الدولية علي‮ ‬الانتخابات؟
‮- ‬ليس دفاعاً‮ ‬عن الحكومة لكن أنا لا أثق في‮ ‬الرقابة الدولية‮. ‬والحكومة تدفع الناس لطلب الرقابة الدولية برفضها وعنادها وتكبرها علي‮ ‬طلبات المعارضة،‮ ‬فهي‮ ‬ترفض تنفيذ استحقاقات الشعب بتمكينه من انتخابات حرة‮ ‬يأتي بعدها تداول سلمي‮ ‬للسلطة‮.‬
والأفضل للحكومة بدلاً‮ ‬من الرفض المتكرر للرقابة الدولية أن تنفذ مطالب الشعب والأحزاب‮.‬
‮> ‬هل تقصد أن هناك فزعاً‮ ‬من رموز وقيادات الحزب الوطني‮ ‬من مسمي‮ ‬الرقابة الدولية؟
‮- ‬الحكومة علي‮ ‬رأسها بطحة،‮ ‬والتزوير أصبح بصمة واضحة لن‮ ‬يستطع أحد أن‮ ‬يمحوه عن جبين هذا النظام ولكن‮ ‬يجب علي‮ ‬المعارضة أن تقلق من مطلب الرقابة الدولية خوفاً‮ ‬من أن‮ ‬يندس بين هؤلاء من‮ ‬يطلب المدد الأمريكي‮ ‬كما حدث بالعراق‮.‬
‮> ‬ما أنواع الرقابة التي‮ ‬ترفضها؟
‮- ‬الرقابة التي‮ ‬أرفضها هي‮ ‬أن‮ ‬يتحكم صاحبها في‮ ‬إعلان نتيجة ما‮ ‬يراقبه وأن‮ ‬يمنح شهادة الصلاحية لانتخابات مزورة أمام الرأي‮ ‬العام العالمي‮ ‬والداخلي‮.‬
أما المتابعة فلن‮ ‬يستطيع أحد أن‮ ‬يمنعها،‮ ‬لكن‮ ‬يجب أن‮ ‬يعلم الجميع أن التزوير سيكون علانية والجميع سينقل الأحداث ولن‮ ‬يستطع أحد إخفاء الحقائق التي‮ ‬حدثت داخل اللجان‮.‬
ويجب أن تنتبه الحكومة لوقوعها في‮ ‬مأزق كبير جداً‮ ‬بعرض التزوير في‮ ‬جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية بالإضافة لمؤسسات المجتمع المدني‮.‬
‮> ‬ما ضمانات إجراء انتخابات حقيقية ونزيهة؟
‮- ‬لا أمل في‮ ‬وجود انتخابات حرة وللأسف ثقافة الإدارة المصرية في‮ ‬الانتخابات هي‮ ‬ثقافة الحزب الوطني‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يسمح بأن تسقط الدولة في الانتخابات،‮ ‬فالدولة ترتدي ثوب الحزب الوطني‮ ‬وتخوض العملية الانتخابية‮.‬
‮> ‬معني‮ ‬ذلك أنه لا توجد ضمانات؟
‮- ‬في‮ ‬هذه المسألة لا‮ ‬يصلح التوقع،‮ ‬فالمقدمات الخاطئة‮ ‬يجب أن تفرز نتائج خاطئة وكل ما تقوم به المعارضة من مناشدات ومؤتمرات لطلب ضمانات رتوش في‮ ‬معركة قد لا‮ ‬يكون التزوير وحده هو السبب وإنما عدم التكافؤ الذي‮ ‬يجعل المعارضة تستجدي‮ ‬من النظام طلباتها‮.‬
‮> ‬وهل تضر العملية الانتخابية بالأحزاب؟
‮- ‬نعم فتم تكتيف الأحزاب إعلامياً‮ ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬أن ما تحتاجه الحكومة‮ ‬يمشي‮ ‬علي‮ ‬الكل،‮ ‬وهو ما‮ ‬يدل أيضاً‮ ‬علي‮ ‬أن الحزب الذي‮ ‬لا‮ ‬يريد انشقاقاً‮ ‬داخل أعضائه‮ ‬يدير العملية الانتخابية،‮ ‬ويمنع الدعاية علي‮ ‬المعارضة إلا بعد تسمية مرشحيه‮.‬
‮> ‬حتي‮ ‬الآن لم‮ ‬يقدم الحزب الوطني‮ ‬ضمانات لنزاهة الانتخابات
‮- ‬لا توجد ضمانات لنزاهة الانتخابات،‮ ‬فالقضية ليست في‮ ‬القانون وإنما في‮ ‬الحالة والمناخ المسيطر علي‮ ‬مصر والثقافة التي‮ ‬أشاعها الحزب الوطني‮.‬
‮> ‬ما رأيك في‮ ‬الرقابة الشعبية؟
‮- ‬والله التزوير‮ ‬يتم أمام الرأي‮ ‬العام وأبسط شيء هو إغلاق أبواب اللجان أمام الناخبين فلا‮ ‬يشارك أحد‮. ‬والرقابة الشعبية ستفيد في‮

‬عدد من الدوائر فقط‮.‬
‮> ‬هل‮ ‬يختار المواطن مرشح الحزب الوطني‮ ‬لبرنامجه وخدماته؟
‮- ‬لا طبعاً،‮ ‬الناس تعتبر أن مرشح الحزب هو مرشح الحكومة التي‮ ‬يذهب إليه مراكز القوي‮ ‬الانتخابية،‮ ‬وهو الوحيد القادر علي‮ ‬استغلال إمكانيات الحكومة لصالحه‮.‬
‮> ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن هناك مرشحين سيحصلون علي‮ ‬عضوية البرلمان؟
‮- ‬طبعاً‮ ‬الوزراء كلهم هينجحوا وعدد من قيادات الحزب التي‮ ‬عقدت مؤتمرات انتخابية بالمخالفة لقانون الانتخابات،‮ ‬فهؤلاء لن‮ ‬يسقط أحد منهم‮.‬
‮> ‬هل وجود اللجنة العليا للانتخابات‮ ‬يعني‮ ‬وجود إشراف قضائي علي‮ ‬الانتخابات؟
‮- ‬هو دليل علي‮ ‬وجود قضاة محترمين ولكن ذلك لا‮ ‬يعني‮ ‬وجود إشراف كامل علي‮ ‬الانتخابات لكن‮ ‬يستحيل عليهم متابعة كل شيء وسيكون ظلماً‮ ‬لهم لو حملناهم مسئولية الضمانة الحقيقية لنزاهة الانتخابات لأن هناك جزءاً‮ ‬من الموضوع ليسوا طرفاً‮ ‬فيه فقط هم مسئولون عن الإدارة القانونية للعملية الانتخابية‮.‬
‮> ‬المستشار الخضيري‮ ‬وجه نداء للقضاة بالامتناع عن الإشراف علي‮ ‬الانتخابات لأنه سيكون مشاركة في‮ ‬التزوير ما رأيك في‮ ‬تلك الدعوة؟
‮- ‬مفيش قاضي‮ ‬لا‮ ‬يدرك أنه لو شارك في‮ ‬التزوير لا‮ ‬ينعكس علي‮ ‬مؤسسة القضاء والمجتمع المصري‮ ‬والتاريخ سيذكر القاضي‮ ‬الذي‮ ‬ساهم في‮ ‬التزوير بشكل أو بآخر،‮ ‬والنداء الذي‮ ‬وجهه الخضيري‮ ‬يعني‮ ‬أنهم‮ ‬غافلون لكن أري‮ ‬أنه مدرك أنه‮ ‬يوجد تزوير وأنهم لو ساهموا في‮ ‬التزوير سيكون خاطئاً‮ ‬وسيحسب عليه وعلي‮ ‬تاريخ القضاء‮.‬
‮> ‬ما رأيك في‮ ‬عمل اللجنة العليا للانتخابات منذ إنشائها؟
‮- ‬الآن ليس هناك قاضٍ‮ ‬لكل صندوق،‮ ‬ولكن أصبح القاضي‮ ‬يشرف من‮ »‬فوق‮« ‬ومن‮ ‬ينظر من فوق لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يدرك شيئاً،‮ ‬ولا‮ ‬يجوز ظلم القضاء لأنه لن‮ ‬يلم بكل تفاصيل العملية الانتخابية‮.‬
والآن توجد مسافة بين القاضي‮ ‬والصندوق تبعده عن متابعة ما‮ ‬يدور حول الصندوق‮.‬
وفي‮ ‬ظل القانون الحالي‮ ‬مستحيل أن‮ ‬يتحقق الإشراف القضائي الكامل‮.‬
‮> ‬هل تتحكم وزارة الداخلية في‮ ‬الانتخابات؟
‮- ‬بالطبع وزارة الداخلية تهيمن وتتحكم في كل تفاصيل الانتخابات بداية من تلقي‮ ‬أوراق الترشيح ووصولاً‮ ‬لإعلان النتائج‮.‬
‮> ‬هل تستطيع اللجنة المشرفة علي‮ ‬الانتخابات أن تلغي‮ ‬انتخابات بدائرة حدثت بها تجاوزات؟
‮- ‬تملك بالفعل‮.‬
‮> ‬هل تستطيع التنفيذ؟
‮- ‬الله أعلم‮.‬
‮> ‬ما الدور الذي‮ ‬يجب أن تقوم به منظمات المجتمع المدني؟
‮- ‬المراقبة والمتابعة ورصد الانتخابات بشكل دقيق وأمين وغير موجه لطرف علي‮ ‬حساب آخر‮. ‬وعليها مسئوليات كبيرة ويجب أن تقوم بدورها‮.‬
‮> ‬ما رأيك في‮ ‬شعار الحزب الوطني‮ ‬الجديد‮ »‬عشان تطمن علي‮ ‬مستقبل أولادك«؟
‮- ‬لا أعرف من الذي‮ ‬يقوم بتأليف تلك الشعارات‮.. ‬وبعد ذلك كيف نطمئن علي‮ ‬مستقبل أولادنا وإيه الدليل علي‮ ‬ذلك،‮ ‬فعلي‮ ‬مدار‮ ‬30‮ ‬سنة سياسات الحزب ضيعت الآباء فكيف نطمئن علي‮ ‬مستقبل الأولاد،‮ ‬فالحكومة لم تحقق أي‮ ‬إنجاز،‮ ‬ولكن الإنجازات تمت لصالح رجال الأعمال الذين سخروا إمكانيات مصر لصالحهم‮.‬
‮> ‬ما رأيك في‮ ‬فتح الحزب الوطني‮ ‬بعض الدوائر لأكثر من مرشح؟
‮- ‬هناك تخمة من المرشحين لدي‮ ‬الحزب،‮ ‬المجمع حبس كل المرشحين وخوفاً‮ ‬من الانقسامات تم زيادة عدد المرشحين تحقيقاً‮ ‬لأقل الخسائر‮.‬
‮> ‬ما رأيك في‮ ‬الإجراءات التي‮ ‬اتخذت في‮ ‬الفترة الأخيرة ضد الإعلام؟
‮- ‬اضرب المربوط‮ ‬يخاف السايب،‮ ‬عشان الكل‮ ‬يحترم نفسه‮.‬