بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

مهتم بالانتخابات.. إذن أنت (ريفي)!

من قبل أن يبلغ حسام 18 سنة – سن استخراج البطاقة الانتخابية - وهو مهتم بالنشاط السياسي خاصة ذلك المرتبط بالانتخابات البرلمانية (مجلسي الشعب والشورى) وما يرافقها من جولات للدعاية الانتخابية في البلاد والقرى المجاورة لقريته بمحافظة المنوفية.

شب حسام عبد اللطيف، 28 عاما ويعمل محاسبا، على مرافقة والده وهو يساند مرشح دائرتهم، ومنذ ذلك الحين عرف أهمية مساندة من يثق به ويراه من وجهة نظره ممثلاً جيداً لدائرته.

في حين لا يعلم محمد حسين، 25 عاما ويعمل معيدا بإحدى الجامعات الخاصة بالقاهرة، عن الانتخابات البرلمانية القادمة سوى أنها يوم 28 نوفمبر الجاري وهو يوم إجازة بالمدارس لإجراء الانتخابات؛ وحصل على معلومته هذه من أخيه الصغير عندما أخبره بأنه سيعفيه من توصيله بسيارته الخاصة إلى المدرسة يومها.

حسام ومحمد.. نموذجان من شباب مصر.. يقف وراء كلا منهما الملايين..

فحسام، ليس وحده من يهتم بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فهناك مجموعة كبيرة من شباب قريته والقرى المجاورة لا يتجاوز أكبرهم الثلاثين من عمره يقتطعون وقتا لا بأس به من يومهم لمطالعة البرامج الانتخابية المختلفة للمرشحين المتقدمين عن دائرتهم، ويظلون هكذا إلى أن يأتي موعد الانتخابات فيكونون من أوائل المتقدمين للإدلاء بصوتهم الانتخابي، حيث يرون في أنفسهم أعضاء مؤثرين في العملية الانتخابية.

 

أما محمد، فهو من سكان أحد الدوائر الانتخابية الشهيرة بالقاهرة التي يتنافس عليها عدد كبير من المرشحين للفوز بتمثيل مقعدها بالبرلمان، لكن محمد لا يهمه الأمر ولا يستدعي - من وجهة نظره - هذا القدر من الاهتمام الكبير فهو تقليد سياسي يجرى كل خمس أعوام لا أكثر.

من هنا يأتي السؤال.. لماذا نجد لدى شباب الريف اهتماما بالمشاركة في الانتخابات والحرص على مساندة ودعم مرشحيهم.. في حين أن هذا الأمر يقابل بالتجاهل من نسبة كبيرة من شباب العاصمة والمدن؟!


غياب الوسائط السياسية

الدكتور عمار على حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، يرى أن اهتمام شباب الريف

بالانتخابات مرده الأول إلى الانتماءات العائلية والقبلية وليس إلى الانتماءات الفكرية والسياسية، بحيث ينتمي هؤلاء الشباب لعائلات تسعى إلى مقاعد المجالس التشريعية بهدف تثبيت نفوذها داخل مجتمعاتها والحفاظ على مصالحها ومصالح عصبتها، بل يمتد الأمر في بعض قرى ومراكز الصعيد إلى اعتبار مقعد المجلس حق تاريخي لها يجب ألا يخرج عن عائلة فلان، وبذلك تسعى تلك العائلات في الأقاليم والمحافظات إلى توجيه شباب الدائرة إلى دعم مرشحهم المتفق عليه والعمل على تأييده في جولاته الانتخابية وحشد أكبر كم من الأصوات له.

أما شباب المدن فهم يفتقرون إلى التوجيه السياسي، نظرا لغياب دور القوى والوسائط السياسية كالأحزاب والنقابات، فهي تعتبر محاصرة وتم إخراج أغلبها من العملية السياسية.

ورغم وجود بعض الحركات السياسية الجديدة التي يلعب الشباب دورا كبيرا فيها كحركة "كفاية" وشباب "6 إبريل" و"الجمعية الوطنية للتغيير".. يقول د.عمار: "تلك القوى الجديدة تحديدا دعت إلى مقاطعة الانتخابات، وبذلك أصبح دور شبابها قائم على الدعوة إلى تجاهل الانتخابات البرلمانية وعدم المشاركة فيها".

ويضيف: "لا نغفل أيضا أن الشباب الآن لا يشعرون بأنهم جزء من العملية السياسية في مصر، بل ويعانون أيضا من حالة فقدان ثقة في جدوى الانتخابات التشريعية مما يدفعهم نحو الامتناع عن الإدلاء بأصواتهم بل والابتعاد عن الانتخابات بأكملها".