بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

فضيحة في الحي الراقي ملايين المصريين في مدينة نصر بلاخدمات



حكاية أغرب من الخيال،‮ ‬وعذاب لا‮ ‬يتحمله بشر،‮ ‬يعيش فيه منذ‮ ‬26‮ ‬عاما أكثرمن مليون مواطن مصري‮ ‬أغلبهم قضاة وأطباء ورجال أعمال ومهندسون‮.‬

وما‮ ‬يجعل الحكاية‮ ‬غريبة ومثيرة في‮ ‬آن واحد أنه صدر بشأنها قرار جمهوري‮ ‬و12‮ ‬قرارا لمحافظ القاهرة ونائبه وفي‮ ‬النهاية ظل الأمر علي‮ ‬حاله وظل العذاب مقيما في‮ ‬عزبة الهجانة التابعة لحي‮ ‬مدينة نصر المصنف ضمن الأحياء الراقية في‮ ‬القاهرة‮.‬

بداية القرارات الخاصة بتلك المنطقة كان من القرار الجمهوري‮ ‬رقم‮ ‬506‮ ‬الصادر في‮ ‬10‮ ‬ديسمبر‮ ‬1984‮ ‬الذي‮ ‬نقل تبعية عزبة الهجانة من جهة سيادية وأسندها الي‮ ‬شركة مدينة نصر للإسكان والتعمير التابعة لوزارة الإسكان ـ آنذاك ـ وحدد القرار دور الشركة في‮ ‬تقنين أوضاع المواطنين بهذه المنطقة وبيع الأرض لهم‮.‬

انتظر الأهالي‮ ‬سنوات لكي‮ ‬تطبق الشركة قرار رئيس الدولة وأخيرا وبعد‮ ‬9‮ ‬سنوات كاملة أعلنت‮ ‬الشركة في‮ ‬الصحف الحكومية عانم‮ ‬1993‮ ‬عن طرح استمارات لتقنين الأوضاع وبعد ذلك توالت المخالفات‮.‬

باعت الشركة الشوارع لتجار الأراضي‮ ‬بحجة أنهم واضعو اليد علي‮ ‬هذه الأراضي‮ ‬وقبضت ثمن الأرض وقننت وضعها‮! ‬وانتظر الأهالي‮ ‬أن تقوم الشركة بتقديم خدمات أو مرافق أو حتي‮ ‬تخطيط للمنطقة بحكم أنها المسئولة عنهم ولكن شيئا من هذا كله لم‮ ‬يحدث فقد جمعت الشركة مبالغ‮ ‬ضخمة من الأهالي‮ ‬ولم تهتم بإلزام المواطنين بعروض ثابتة للشوارع ولم تراع أن المنطقة كلها‮ ‬يجب إعادة تخطيطها ولم تفكر في‮ ‬ضرورة وجود مناطق خدمات فقد كان جمع المال هذا هو المهم‮!‬

وتوالت قرارات المسولين حول عزبة الهجانة ففي‮ ‬عام‮ ‬1994‮ ‬أصدر محافظ القاهرة قرارا بالموافقة علي‮ ‬إدخال المرافق وبعد‮ ‬3‮ ‬سنوات أي‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬1997‮ ‬أصدر قرارين آخرين بنفس المعني‮ ‬وذات الكلمات وبعد عامين آخرين أصدر نائب المحافظ قرارا بالموافقة علي‮ ‬إدخال المياه والكهرباء والصرف الصحي‮ ‬لكل من‮ ‬يطلب ادخال تلك المرافق‮.‬

وتتوالي‮ ‬القرارات وفي‮ ‬سنة‮ ‬2000‮ ‬يصدر محافظ القاهرة قرارا برقم‮ ‬313‮ ‬يصرح فيه بتوصيل المرافق للمناطق العشوائية دون الإخلال بالتخطيط العمراني‮ ‬المعتمد‮.‬

والمفاجأة أن تلك القرارات جميعا لن تنفذ ولهذا أصدر المجلس الشعبي‮ ‬المحلي‮ ‬لمحافظة القاهرة قرارا برقم‮ ‬15‮ ‬في‮ ‬2008‭/‬8‭/‬26‮ ‬بالموافقة علي‮ ‬مشروع تخطيط وتطوير عزبة الهجانة وفي‮ ‬2000‭/‬9‭/‬4‮ ‬وافق سكرتير عام المحافظة علي‮ ‬قرار المجلس الشعبي‮ ‬وطالب نائب المحافظ باتخاذ اللازم‮.‬

ومرة أخري‮ ‬نعود للمفاجآت حيث لم‮ ‬يتم تنفيذ هذه القرارات حتي‮ ‬الآن‮! ‬والمفاجأة الأكبر أن محافظ القاهرة أمر بإيقاف دخول الكهرباء نهائيا للمنطقة في‮ ‬عام‮ ‬2006‮ ‬حتي‮ ‬الآن‮.‬

ويقول أحمد الشريف ـ أحد ضحايا هذه المأساة‮: ‬للأسف نعيش عصر العبيد الأذلاء،‮ ‬الأهالي‮ ‬يعيشون في‮ ‬معاناة طوال‮ ‬10‮ ‬سنوات مع أجهزة المحافظة والحي‮ ‬من أجل تنفيذ القرارات الصادرة بتخطيط المنطقة‮.‬

وأضاف‮: ‬اضطر المواطنون الذين‮ ‬يعيشون في‮ ‬عزبة الهجانة الي‮ ‬الحصول علي‮ ‬الكهرباء بطرق‮ ‬غير مشروعة مما‮ ‬يعرضهم لتحرير محاضر ضدهم تنتهي‮ ‬بالسجن أو بالتصالح وسداد‮ ‬غرامات مالية تفوق قدراتهم المالية‮.. ‬هذا في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬من الممكن أن تمتلئ خزائن الدولة بملايين الجنيهات من جراء تحصيل رسوم مقايسات الكهرباء ورسوم تركيب عدادات واستهلاك للكهرباء في‮ ‬عزبة الهجانة التي‮ ‬يسكنها ملايين المصريين ويعيشون داخل حي‮ ‬مدينة نصر المفترض أنه مصنف ضمن الأحياء الراقية في‮ ‬القاهرة ولكنه للأسف بلا كهرباء أو صرف صحي‮.‬

ويقول سامح سعد ـ مرشح الوفد علي‮ ‬مقعد الفئات بدائرة مدينة نصر‮: ‬المطلوب محاسبة جميع المسئولين الذين تركوا سكان عزبة الهجانة‮ ‬يعيشون بلا كهرباء أو صرف صحي‮.‬

وأضاف‮: ‬لا أتخيل أن برجا سكنيا مكونا من‮ ‬12‮ ‬دور سكني‮ ‬بخلاف المحلات وفي‮ ‬كل دور مابين‮ ‬3‮ ‬الي‮ ‬8‮ ‬شقق وفي‮ ‬منطقة الميثاق وحدها‮ ‬600‮ ‬برج بهذا الشكل وجميعها تصرف ماءعل في‮ ‬بيارات‮!!‬

وواصل إنها كارثة لأن مياه الصرف هذه ستتشبع بها التربة مما سيؤثر بشكل مباشر علي‮ ‬أساسات الأبراج السكنية ويهدد بانهيارها،‮ ‬ويبقي‮ ‬السؤال‮: ‬هل‮ ‬ينتبه المسئولون قبل وقوع الكارثة؟‮!‬