"Break Dance" المصرى يصل للعالمية

••يشتهرون بالأسماء الحركية ويتعرفون على بعضهم من الفيس بوك وانستجرام
كان المجتمع المصرى يحتضن ويستوعب كل الجنسيات التى كانت تقيم وتستوطن المدن المصرية المختلفة، وامتزجت عادات وتقاليد وثقافة المصريين بالثقافات الوافدة حتى أصبحت بعض الكلمات فى العامية المصرية مأخوذة عن لغات متعددة، من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية واليونانية والتركية، كانت الفنون من أبرز المظاهر والمجالات التى اشترك فيها كل من المصريين والعرب الشوام الوافدين مع الأجانب المقيمين، ونتج عن هذا الدمج والرغبة فى التطوير والإبداع، الأعمال الفنية القديمة من أفلام وأغان ورقصات.
كان للرقص نصيب كبير فى نمط الحياة المصرية وخاصة فى الطبقات الراقية قبل ثورة 1952، وامتدت لتشمل أوساط الشباب من عوام الشعب لمدة عشرين سنة تالية لثورة يوليو، وبرع المصريون فى أداء كل الرقصات الغربية من أمثال الفالس، والرومبا والسامبا وتشاتشا، ومع كل حقبة زمنية تظهر وتشتهر رقصات جديدة تخرج من الغرب إلى الشرق لتصبح عالمية، ففى الستينيات اشتهرت رقصة «بريك دانس» التى طورها المغنى الراحل مايكل جاكسون.
أما فى العصر الرقمى تطورت رقصات وحركات «بريك دانس» إلى الهيب هوب والبوبينج واللوكينج والترامبينج دانس، لكل منهم الموسيقى والإيقاع الخاص به، وتميل هذه الرقصات الشبابية الذكورية فى العادة، إلى الحركات الرياضية التى تحتاج إلى لياقة بدنية عالية، استطاع الكثير من الشباب المصرى التقاطها من على مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب، ومشاهدة الأفلام الوافدة وتقليد الحركات والتدريب عليها، حتى برعوا فيها وبدأوا يتواصلون فيما بينهم عبر الفيس بوك وإنستجرام، ويتجمعون فى الأماكن العامة أمثال الحدائق ومراكز الشباب فى المحافظات من بحرى والقناة وصولا لبعض محافظات الصعيد.
وتشجعت شركة ريد بول لتنظيم مسابقة عالمية وصلت إلى مصر مؤخرا باسم «ريد بول بريكينج» اشترك فيها العديد من الشباب المصرى فى منافسة عربية وعالمية، واستطاعوا أن يحرزوا مراكز متقدمة، وعلى الرغم من ذلك لم يذع صيت هؤلاء النجوم الشباب لا فى الوساط الفنية أو الإعلامية.
التقت الوفد بعض نجوم رقصات «البوبينج دانس» فى مصر، وكان لكل منهم مفاجآته وأحلامه وأوجاعه كما سنراها معا:
ابتدع نجوم البوبينج دانس فى مصر أسماء حركية، من بينهم محمد أحمد خليل وشهرته «فوكس» يبلغ من العمر 19 سنة وطالب فى كلية هندسة البترول، يعمل فوكس فى فرقة للرقص بالتعاون مع أصدقائه، تجوب فنادق وقرى سياحية فى جنوب سيناء والساحل الشمالى، لم يخجل فوكس من موهبته وعمله رغم معارضة والده الذى يعمل عميدا لأحدي كليات الهندسة فى الجامعات المصرية، تعرف محمد الشهير بفوكس على
ويؤكد فوكس أن السائحين فى مصر أحبوا مهارتهم فى رقص بريك دانس وكانوا يتدربون على يديه وزملائه، أثناء وجود السائحين فى مصر، مشيرا إلي أن الروس كانوا من اكثر الجنسيات المحبة لرقص بريك دانس، مضيفا أن حادث سقوط الطائرة أثر بشكل سلبى على سياحة الرقص.
أما يوسف فيصل 17 سنة طالب فى الصف الثانوى، أحد أعضاء الفرقة، يروى لنا حكايته انه تعلم البريك دانس فى إحدى الحدائق العامة، ويوضح فيصل أنه تعرض مع زملائه للنقد الشديد من المارة وخاصة أصحاب التيارات المتشددة من بينها تنظيم الإخوان، الذين دعوه إلى الاهتداء والتراجع عما يفعلونه، على الرغم من أن حركات بريك دانس هى فى الأصل رياضية تمتص طاقة الشباب وليست استعراضية أو ينتابها الخلاعة، ويؤكد فيصل أنه يوجد العديد من الشباب فى محافظات الإسماعيلية والإسكندرية وشبين القناطر والمنصورة، وصولا إلى بنى سويف وحتى قنا، إلا أن شباب الصعيد من راقصى «بريك دانس» يستحون فى العلن لما يلاقونه من انتقاد وهجوم.
العضو الثالث لفرقة بريك دانس الشبابية فى مصر حسنى عماد وشهرته «بابلى»، أتم دراسته فى الثانوى الصناعى قسم زخرفة وديكور، تعلم رقصات بريك دانس وانواعها البوبينج واللوكينج والترامبينج، من خلال الإنترنت فى مواقع اليوتيوب والتواصل الاجتماعى، صبغت الثقافة الغربية على نمط حياة الشاب بابلى، حيث أصبح يرتدى الملابس الكاجوال دائما، يخرج للعمل والاعتماد على نفسه ودخله بشكل مستقل عن أسرته منذ الصف الإعدادى.