بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

المعارضة والنقابات:‮ ‬يطالبون بإقالة حكومة‮ ‬الأردن

احتشد المئات من أنصار الحركة الإسلامية وممثلي‮ ‬أحزاب المعارضة والنقابات المهنية أمام مجلس النواب الأردني،‮ ‬ضمن أول حراك احتجاجي‮ ‬علي مستوي الأحزاب،‮

‬بعد‮ ‬يومين علي حراك شعبي‮ ‬عم أرجاء البلاد الجمعة الماضية‮. ‬يأتي‮ ‬الحراك الشعبي‮ ‬والحزبي‮ ‬علي خلفية موجة‮ ‬غلاء تعيشها البلاد،‮ ‬لم‮ ‬يمنعها قرار حكومي‮ ‬الأسبوع الماضي‮ ‬لتخفيض أسعار المحروقات وأسعار بعض السلع‮.
ووسط هتافات منددة بالسياسات الحكومية،‮ ‬تباينت مواقف المشاركين في‮ ‬الاعتصام الذي‮ ‬دعت إليه قوي المعارضة قبل أيام،‮ ‬بين مطالبة بـإقالة الحكومة علناً‮ ‬أو ضمناً،‮ ‬وبين هتافات ناعمة،‮ ‬اقتصرت علي الدعوة إلي إحداث إصلاح شامل في‮ ‬البلاد،‮ ‬وإعادة النظر في‮ ‬السياسات الاقتصادية،‮ ‬وعلي رأسها محاربة الفساد‮.

‬وبحضور قيادات الصف الأول من الحركة الإسلامية،‮ ‬بجناحيها جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي،‮ ‬حيا المراقب العام الدكتور همام سعيد،‮ ‬ما وصفه بـثورة‮ ‬الشعب التونسي‮ ‬بالقول‮: "‬إننا هنا اليوم لنعلي‮ ‬صوت الحق أمام الله،‮ ‬وصوت الشعب،‮ ‬كما نحتفل بسقوط طاغية علي أرض تونس بإرادة شعبية‮."‬

وبلهجة حادة،‮ ‬قال سعيد،‮ ‬وسط نحو ألف و500‮ ‬من قوي المعارضة،‮ ‬إن حراك المعارضة‮ ‬يأتي‮ ‬ليضع الحكومة الأردنية موضع مساءلة بسبب تردي‮ ‬الأحوال العامة في‮ ‬البلاد،‮ ‬طالباً‮ ‬من الحكومة الإجابة عما اتخذته من إجراءات حيال ملفات الفساد،‮ ‬بما فيها شركة موارد،‮ ‬وشركة الفوسفات،‮ ‬وكازينو البحر الميت‮." ‬وأشار سعيد إلي أن الأردنيين باتوا‮ ‬يعانون اليوم من أشكال عديدة من الاستبداد السياسي‮ ‬وحصار الحريات،‮ ‬مؤكداً‮ ‬أنه آن الأوان للأردنيين لأن‮ ‬يمارسوا حقهم‮ ‬بإرادة حرة‮. ‬وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬اعتبر فيه سعيد أن الشعب الأردني‮ ‬يعاني‮ ‬من أزمات متلاحقة،‮ ‬كالجوع،‮ ‬والطغيان،‮ ‬وتسلط الأجهزة الأمنية،‮ ‬وتزوير للانتخابات،‮ ‬أكد أن الحركة وقوي المعارضة‮ ‬ماضية في‮ ‬برنامجها الإصلاحي،‮ ‬نحو تحقق مطالبها في‮ ‬إطار الإصلاح الشامل في‮ ‬البلاد‮. ‬

ورفع المشاركون لافتات دعت إلي الإصلاح الاقتصادي‮ ‬ومحاربة الفساد ولا لرفع الأسعار،‮ ‬بيد أن آخرين أطلقوا هتافات‮ ‬ساخطة‮ ‬،‮ ‬تنادي‮ ‬برحيل رئيس الحكومة الأردنية،‮ ‬سمير الرفاعي،‮ ‬علانيةً،‮ ‬وإسقاط حكومته،‮ ‬قائلةً‮: "‬يا رفاعي‮ ‬يا سمير اسمع صوت الجماهير‮.. ‬شعب الأردن كبير الحكومة بدها تغيير‮.. ‬وعلي المكشوف علي المكشوف حكومة ما بدنا نشوف‮."‬

ولم‮ ‬يغب الحراك الشعبي‮ ‬في‮ ‬كل من تونس والجزائر علي نداءات المتظاهرين،‮ ‬حيث رفعت أعلام الحركة الإسلامية الخضراء،‮ ‬وأعلام أحزاب قوي المعارضة الأخري،‮ ‬إضافة إلي الأعلام الأردنية والفلسطينية‮. ‬كما طالت الهتافات بالتنديد بمنح‮

‬111‮ ‬نائباً‮ ‬ثقتهم للحكومة،‮ ‬بالقول‮: "‬111‮ ‬جبان أعطوا الثقة بالمجان‮"‬،‮ ‬و"نواب الأردن أموات أرجل منهم هالكوتات‮"‬،‮ ‬فيما راقب عدد من نواب البرلمان الاعتصام من خلف بوابات المجلس،‮ ‬ومن دون الاحتكاك مع المتظاهرين‮ ‬أو التحدث إليهم‮ ‬أو الانضمام إلي الاعتصام،‮ ‬باستثناء عدد قليل من بينهم الأمين العام الأول لحزب الشعب الديمقراطي‮ ‬المعارض عبلة أبو علبة وجميل النمري‮ ‬ومحمد زريقات وناريمان الروسان‮.‬

وألقي قادة المعارضة كلمات منددة بالسياسات الحكومية،‮ ‬حيث طالبت اللجنة التنسيقية العليا لأحزاب المعارضة الأردنية‮ (‬7‭ ‬أحزاب‮)‬،‮ ‬علي لسان رئيسها أمين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب‮ ‬بإعاة النظر بالسياسات الاقتصادية،‮ ‬وإجراء انتخابات نزيهة،‮ ‬إضافة إلي انتهاج سياسة جادة في‮ ‬محاربة الفساد‮. ‬وأعلنت قوي المعارضة انضمامها إلي الحراك الشعبي‮ ‬المتوقع‮ ‬يوم الجمعة المقبل،‮ ‬استكمالاً‮ ‬لمسيرات شعبية احتجاجية انطلقت الأسبوع الماضي‮ ‬في‮ ‬عدد من محافظات المملكة،‮ ‬فيما كانت قد أعلنت في‮ ‬وقت سابق عن عدم مشاركتها بشكل رسمي‮ ‬ومنظم في‮ ‬مسيرات‮ ‬يوم الغضب الأردني‮.‬

ودعت النقابات المهنية في‮ ‬موقفها إلي إقالة الحكومة بشكل علني،‮ ‬وفقاً‮ ‬لرئيس مجلس النقباء،‮ ‬عبد الهادي‮ ‬الفلاحات،‮ ‬الذي‮ ‬طالب بتشكيل حكومة جديدة،‮ ‬وإلغاء القوانين المقيدة للحريات العامة،‮ ‬إضافة إلي إعادة النظر بالسياسات الاقتصادية‮. ‬ولم تتقدم قوي المعارضة الي البرلمان بعريضة مطالبها،‮ ‬وأشارت مصادر نيابية،‮ ‬في‮ ‬تصريحات لـCNN‭ ‬ت إلي أن النواب توافقوا علي تحديد موعد في‮ ‬جلسة لاحقة لمناقشة مذكرة نيابية تتعلق بتحديد آليات تسعير أسعار المحروقات،‮ ‬في‮ ‬حين أعرب عدد من النواب عن استيائهم من‮ ‬هتافات الاعتصام‮ ‬التي‮ ‬وصفت بالقاسية‮.