بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الإهمال والفوضي‮ ‬في‮ ‬شوارع الجيزة‮!‬

الفوضي‮ ‬في‮ ‬شوارع محافظة الجيزة،‮ ‬صارت مشاهد ثابتة،‮ ‬وكأنها محافظة بدون مسئولين‮.. ‬فالتكدس المروري‮ ‬والاختناقات وغياب الانضباط في‮ ‬أهم الشوارع الرئيسية، ‬أدي‮ ‬إلي‮ ‬انتشار الفوضي‮ ‬في‮ ‬كل مكان‮.. ‬هذا فضلاً‮ ‬عن العديد من المساوئ التي‮ ‬عانت منها جميع الشوارع الرئىسية قبل الفرعية،‮ ‬أقلها انتشار الحفر والمطبات والحواجز،‮ ‬والتكسير المتواصل للأسفلت،‮ ‬المرصوف حديثاً‮ ‬قبل القديم‮.‬

وعلي‮ ‬الرغم مما‮ ‬ينفق من ملايين الجنيهات من أجل رصف الشوارع والاهتمام بها،‮ ‬إلا أن الوضع سيئ للغاية،‮ ‬فلا‮ ‬يوجد التزام بأعمال الرصف،‮ ‬حيث لا تسلم الشوارع من أعمال الحفر،‮ ‬والتي‮ ‬تتم عقب الانتهاء من رصفها،‮ ‬كما هو ماثل الآن،‮ ‬في‮ ‬شوارع مراد،‮ ‬وامتداد شارع السودان،‮ ‬خلف جامعة القاهرة،‮ ‬وفي‮ ‬شوارع أخري‮ ‬عديدة،‮ ‬مرة لتركيب كابلات تليفونية،‮ ‬وأخري‮ ‬للمياه والكهرباء،‮ ‬والغاز،‮ ‬وكأنه لا تنسيق ولا تخطيط علي‮ ‬الإطلاق،‮ ‬بين الأجهزة المختصة بالمحافظة،‮ ‬قبل الشروع في‮ ‬أعمال الرصف،‮ ‬ومن ثم‮ ‬يتم تخريب وتدمير وسلامة الشوارع،‮ ‬بعد أن تكون قد ابتلعت مئات الملايين من الجنيهات،‮ ‬وبذلك أصبح الأمر بمثابة سبوبة مصالح،‮ ‬يتربح من ورائها مسئولون وشركات أعمال،‮ ‬وكله علي‮ ‬حساب المواطنين الغلابة،‮ ‬والسيارات التي‮ ‬تتهالك‮ ‬يومياً،‮ ‬والاختناقات المرورية اليومية،‮ ‬بسبب التخريب والإهمال في‮ ‬معظم شوارع المحافظة‮.‬

ولا شك أن هذه الفوضي‮ ‬بقدر ما تضر المارة والسيارات،‮ ‬بقدر ما تهدر ملايين الجنيهات‮.. ‬فلا‮ ‬يخلو شارع ولا ميدان من أعمال الحفر والتكسير المستمر،‮ ‬وبالوعات الصرف الصحي‮ ‬المفتوحة،‮ ‬أو التي‮ ‬يعلو أو‮ ‬ينخفض منسوبها عن مستوي‮ ‬الشارع،‮ ‬وبالتالي‮ ‬تتحول إلي‮ ‬فخاخ للسيارات،‮ ‬وتنتهي‮ ‬بحوادث تتكرر‮ ‬يومياً،‮ ‬فقد تسقط أي‮ ‬سيارة في‮ ‬أي‮ ‬بالوعة أو حفرة أثناء السير أو تصطدم بغطاء البالوعات البارز عن مستوي‮ ‬الشارع،‮ ‬مما‮ ‬يكبد أصحاب السيارات خسائر،‮ ‬ويعرض حياتهم لخطر الحوادث باستمرار‮.‬

بيارات‮.. ‬نصر الدين

أما الاختناقات المرورية فهي‮ ‬سمة واضحة في‮ ‬أغلب شوارع الجيزة،‮ ‬فدائماً‮ ‬يصاب‮ »‬نفق نصر الدين‮« ‬بالزحام المروري‮ ‬الشديد،‮ ‬ومن ثم‮ ‬يختنق المرور في‮ ‬شارع الهرم وميدان الجيزة طوال اليوم،‮ ‬والسبب بسيط وظاهر للجميع،‮ ‬فأسفل هذا النفق‮ ‬4‮ ‬بيارات مكشوفة،‮ ‬تهدد بابتلاع السيارات،‮ ‬وهي‮ ‬علي‮ ‬هذا الحال منذ شهور عديدة،‮ ‬دون أن تتحرك أجهزة المحافظة أو الحي‮ ‬لتغطيتها،‮ ‬مع أن التكلفة بضعة جنيهات،‮ ‬ولا تبعد عن مبني‮ ‬محافظة الجيزة سوي‮ ‬مئات الأمتار‮.. ‬ولأن هذه البيارات مفتوحة،‮ ‬فتتكدس السيارات أمامها لتفاديها في‮ ‬المرور أسفل النفق،‮ ‬ولأن البيارات متقابلة،‮ ‬فلا‮ ‬يسمح إلا بمرور سيارة واحدة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يستمر الاختناق المروري،‮ ‬للقادمين من شارع الهرم‮.. ‬ومثلهم القادمين من ميدان الجيزة،‮ ‬ويظل الحال هكذا طوال اليوم،‮ ‬دون أن‮ ‬يكلف مسئول بالحي‮ ‬أو المحافظة نفسه،‮ ‬بمعالجة هذه المشكلة البسيطة،‮ ‬التي‮ ‬لا بد أن جميع العاملين بالمحافظة والحي‮ ‬يمرون عليها‮ ‬يومياً‮ ‬مرتين،‮ ‬في‮ ‬الذهاب للعمل والعودة أيضاً‮.. ‬وإن لم‮ ‬يصدق المحافظ الصورة ليتفضل بنفسه بزيارة نفق نصر الدين‮.‬

أعمدة الكهرباء

في‮ ‬امتداد شارع الهرم،‮ ‬تبدو مظاهر الفوضي‮ ‬واضحة،‮ ‬حيث تنتشر أعمدة الإنارة الملقاة علي‮ ‬جانبي‮ ‬الطريق،‮ ‬دون أن‮ ‬يهتم أحد بإزالتها،‮ ‬مما‮ ‬يؤذي‮ ‬المارة ويعرِّض حياة الأطفال للخطر،‮ ‬خاصة أن تلك الأعمدة تنتشر بكثرة في‮ ‬كل مكان،‮ ‬كما‮ ‬يوجد بعضها أيضاً‮ ‬في‮ ‬منطقة المريوطية عند مفترق الطرق،‮ ‬هذا فضلاً‮ ‬عن

تكسير الشوارع،‮ ‬وإلقاء القمامة علي‮ ‬الأرصفة‮.‬

ومما‮ ‬يزيد الأمر سوءاً،‮ ‬أن الأرصفة لم تعد مكاناً‮ ‬آمناً‮ ‬لسير المارة،‮ ‬بعد أن امتلأت بالأعمدة الملقاة علي‮ ‬جانبها،‮ ‬وكذلك مخلفات المباني‮ ‬التي‮ ‬تم تكسيرها وإلقاؤها في‮ ‬الشوارع‮.‬

بالإضافة إلي‮ ‬قيام سكان العمارات بحجز أماكن لسياراتهم في‮ ‬نهر الشوارع،‮ ‬من خلال وضع الحواجز الحديدية والطوب وكاوتش السيارات لضمان وجود أماكن لركن سياراتهم،‮ ‬أثناء خروجهم وعودتهم مرة أخرى‮.‬

ولم‮ ‬يقتصر الأمر علي‮ ‬أصحاب المنازل فقط،‮ ‬بل امتد لحراس العقارات أيضاً‮ ‬الذين استغلوا‮ ‬غياب الرقابة،‮ ‬وقاموا بوضع الحجارة والحواجز لحجز أماكن لركن السيارات كوسيلة للتربح من ورائها‮.‬

عجز الشوارع‮.. ‬بالطوب

في‮ ‬مشهد فوضوي‮ ‬انتشرت في‮ ‬شوارع المريوطية،‮ ‬الأحجار في‮ ‬نهر الطريق،‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬يهتم المسئولون بإزالتها،‮ ‬وتعترض طريق السيارات،‮ ‬كما تؤدي‮ ‬لوقوع الحوادث،‮ ‬حيث تشكل خطراً‮ ‬كبيراً‮ ‬خاصة في‮ ‬أوقات الذروة وأثناء فترات الليل،‮ ‬فقد تصطدم بها السيارات،‮ ‬وتؤدي‮ ‬لوقوع حوادث وارتباك في‮ ‬الشوارع،‮ ‬وذلك علي‮ ‬مرأى ومسمع المسئولين في‮ ‬المحافظة أو الحي،‮ ‬فقد أدي‮ ‬الإهمال وغياب الرقابة إلي‮ ‬انتشار الفوضي‮ ‬واللامبالاة،‮ ‬فلا‮ ‬يتم الاهتمام بالشوارع،‮ ‬أو إزالة أعمال الحفر من أجل خلق رصيف آمن لسير المارة،‮ ‬وطريق سليم للسيارات،‮ ‬فلا تكاد تخلو الطرق من المطبات والتكسير وبالوعات الصرف الصحي‮ ‬المكشوفة والبارزة‮.‬

أكشاك كهرباء

من المظاهر السيئة التي‮ ‬انتشرت في‮ ‬الشوارع أيضاً،‮ ‬وجود أكشاك الكهرباء المفتوحة علي‮ ‬جانبي‮ ‬الشوارع والتي‮ ‬تم كسر أبوابها،‮ ‬مما أدي‮ ‬لخروج الأسلاك منها،‮ ‬ووقوعها علي‮ ‬الأرض وهي‮ ‬تمثل أخطاراً‮ ‬قاتلة لمن‮ ‬يمر بجوارها،‮ ‬وهذا من مظاهر اللامبالاة والإهمال من قبل مسئولي‮ ‬المحليات حتي‮ ‬لو كان علي‮ ‬حساب حياة الأطفال والمارة الذين قد‮ ‬يموتون صعقاً‮ ‬بالكهرباء أثناء السير بجوار هذه الأكشاك‮.‬

أين المحافظ؟

هكذا باتت محافظة الجيزة من المحافظات التي‮ ‬تعاني‮ ‬سلبيات عديدة في‮ ‬شوارعها،‮ ‬في‮ ‬ظل إغفال مسئوليها ومحافظها،‮ ‬الذين لم‮ ‬يبادروا بالنزول إلي‮ ‬الشوارع لتفقد أحوالها ورؤية ومعاينة سلبياتها ومحاولة علاجها‮.. ‬فقد اكتفوا بالجلوس في‮ ‬مكاتبهم المكيفة،‮ ‬والاعتماد علي‮ ‬تقارير عمال لا‮ ‬يفقهون شيئاً،‮ ‬أو تقارير مضروبة لمسئول المتابعة والصيانة‮... ‬إلخ،‮ ‬وليذهب الشوارع والمواطنون وأموال الشعب إلي‮ ‬الجحيم‮.‬