بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

أعلام جنوب السودان في تل أبيب احتفالاً‮ ‬بانفصال الجنوب

لأول مرة في‮ ‬تاريخ إسرائيل،‮ ‬رفرفت أعلام جنوب السودان في‮ ‬قلب مدينة تل أبيب الاسبوع الماضي‮ ‬،‮ ‬للاحتفال بالاستفتاء‮ ‬في‮ ‬جنوب السودان‮. ‬

وكان ألوف السودانيين قد تدفقوا علي تل أبيب من مواقع سكناهم في‮ ‬مختلف أنحاء إسرائيل،‮ ‬بناء علي دعوة بعض منظمات حقوق الإنسان التي‮ ‬ترعي قضيتهم وتسعي للاعتراف بهم كلاجئين في‮ ‬إسرائيل‮. ‬وجاءت الدعوة بهدف إقناع المجتمع الإسرائيلي‮ ‬بأن‮ ‬يقبلهم في‮ ‬صفوفه‮. ‬وقال نداف كوهين،‮ ‬من قادة إحدي هذه المنظمات‮: ‬إن وزارة الداخلية الإسرائيلية التي‮ ‬تتخذ موقفا‮ ‬غير إنساني‮ ‬من هؤلاء اللاجئين تحاول التحريض عليهم وتشويه صورتهم بالقول إنهم مجرد متسللين جاءوا بحثا عن الغني والترف،‮ ‬وإن هذه مناسبة لإظهار السودانيين علي حقيقتهم‮.. ‬لاجئين‮ ‬ينتظرون فرصة تحقيق الهدوء والأمان في‮ ‬وطنهم حتي‮ ‬يعودوا إليه ويعيدوا الالتحام بعائلاتهم‮.‬

وقد حضر السودانيون المقيمون في‮ ‬عشرات البلدات الإسرائيلية من إيلات جنوبا وحتي الجليل الأعلي شمالا،‮ ‬وهم‮ ‬يرتدون اللباس الوطني‮ ‬التقليدي‮ ‬ويلوحون بالأعلام‮. ‬وراحوا‮ ‬يقيمون حلقات الغناء والرقص الفلكلوري،‮ ‬يحيط بهم المئات من المواطنين الإسرائيليين محبي‮ ‬الاستطلاع‮. ‬وقال أحد المنظمين،‮ ‬تشانجوكي‮ ‬دينق داب‮: ‬إنه متأثر جدا من اللقاء بهذا العدد من أبناء وطنه‮. ‬وقال إن السودانيين اللاجئين في‮ ‬إسرائيل‮ ‬يتعاملون مع الاستفتاء باعتباره تطورا ديمقراطيا تاريخيا‮. ‬وأضاف‮: »‬نحن هنا مسلمين ومسيحيين معا،‮ ‬بعضنا‮ ‬يؤيد الانفصال وبعضنا‮ ‬يؤيد الوحدة‮. ‬لا نتشاجر ولا‮ ‬يقتل بعضنا بعضا كما‮ ‬يحدث في‮ ‬الوطن‮. ‬ولكننا جميعنا ضد نظام الحكم الحالي‮ ‬في‮ ‬السودان،‮ ‬الذي‮ ‬بسببه هجرنا وطننا وخسرنا بيوتنا وأرزاقنا وأريقت دماؤنا وتشردنا‮«.‬

وكشف دينق داب،‮ ‬أنه ورفاقه قرروا المشاركة في‮ ‬الاستفتاء بشكل رمزي،‮ ‬وأن‮ ‬غالبية بمقدار‮ ‬72٪‭ ‬منهم أيدت الانفصال‮. ‬وقال‮: ‬نحن لسنا انفصاليين بطبعنا،‮ ‬ولكن من حقنا أن نستقل عن الشمال عندما تقرر الحكومة هناك فرض الشريعة الإسلامية علي الحكم‭. ‬وأضاف‮: »‬فرض الشريعة علي أعداد كبيرة من السكان المسيحيين أمر في‮

‬غاية الخطورة ويبقينا مواطنين من الدرجة الثانية‮. ‬ولذلك،‮ ‬من الأفضل الانفصال‮«.‬

وقال ويليام مكون،‮ ‬أحد أوائل المهاجرين إلي إسرائيل عبر سيناء المصرية‮: »‬لقد قتل خمسة ملايين سوداني‮ ‬في‮ ‬الحروب الداخلية في‮ ‬السودان منذ رحل الإنجليز عن وطننا في‮ ‬سنة‮ ‬1956‭ ‬وهذا‮ ‬يكفي‮. ‬الآن نحن في‮ ‬حاجة إلي الاستقلال ونأمل فعلا أن تقبل حكومة السودان بنتائج الاستفتاء فلا تنقلب عليه إذا جاءت النتيجة في‮ ‬غير صالحها‮. ‬فإذا قبلت،‮ ‬نأمل أن تقرر حكومة الجنوب السوداني‮ ‬إقامة السلام مع إسرائيل،‮ ‬حتي‮ ‬يتاح لنا مغادرة هذا البلد والتحرك بحرية علي الطريق الواصل بين إسرائيل والسودان‮«‬‭.‬

وقال محمد السليماني،‮ ‬وهو مسلم‮ ‬يتصادق مع كثير من السودانيين المسيحيين القادمين من الجنوب‮: ‬إنه‮ ‬يؤيد الوحدة وصوت لها في‮ ‬الاستفتاء في‮ ‬تل أبيب‮. ‬ولكنه‮ ‬يعتقد أن الحرب الشرسة بين الشمال والجنوب جعلت الوحدة شبه مستحيلة‮. ‬وعليه،‮ ‬فإنه‮ ‬يفضل الانفصال في‮ ‬هذه المرحلة،‮ ‬ولكن بشرط الالتزام باقامة علاقات مميزة بين الكيانين؛ فنحن في‮ ‬النهاية شعب واحد،‮ ‬ذو مصلحة واحدة مشتركة‮. ‬ولن‮ ‬يطول انفصالنا‮. ‬ولكننا نحتاج إلي فترة نقاهة من الحرب‮. ‬وهذه النقاهة‮ ‬يمكن أن تكون بمثابة اختبار لنوايا كل طرف‮. ‬فإذا دلت علي نوايا إيجابية،‮ ‬فإن ذلك سيكون بداية للسلام والعودة لأحضان الوطن‮«.‬