نصبوهم حكاماً واغتالوهم أسرى!
لم يكن قدراً محتوماً على شعوبنا العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج أن تقع تحت سيطرة الاستعمار الأجنبى وأن تختار له حكامه بقدر ما كان معبراً عن استسلام تلك الشعوب وتخاذلها وعمالة بعض قادتها لتلك القوى الاستعمارية التى أعدتها بعناية فائقة لتنصبهم حكاماً
على تلك الشعوب المستسلمة الضعيفة والتى خدعتها تلك القيادات المصنوعة أمريكياً فى شعاراتها الزائفة وخطاباتهم الرنانة عن الوحدة العربية والزحف المقدس لتحرير فلسطين فخرجت الشعوب تهتف لها بالروح والدم نفديك وما كانوا أصلا مبالين بالقضية الفلسطينية بل إنها كانت أهم الأوراق التى قدموها للحاكم الأصلى فى البيت الأبيض ليكون الوكيل عنه فى الحكم فى بلده ولكنهم كانوا يتاجرون بها للحصول على شعبية زائفة وليوجدوا لأنفسهم شرعية الاستمرار فى حكم شعوب لم تخترهم وخاصة أن فلسطين فى وجدان كل مواطن عربى وتحت هذه الشرعية حكموا شعوبهم ومارسوا معهم أبشع أساليب القهر والاستبداد ونهبوا أموالهم وهربوها لبنوك أسيادهم الذين كانوا يباركونها فهى بالطبع ستئول إليهم وتنعش اقتصادهم وماأتوا بهم أصلاً إلا لاستنزاف ثروات تلك البلدان وتركيع شعوبها ! وضعوا هؤلاء العملاء تحت الاختبار النفسى فاختاروا منهم المجنون والغبى والجاهل والمجرم واللص وإن كانوا قد اشتركوا جميعا فى وهم الزعامة ونصبوهم حكاماً للبلدان العربية! واستخدموهم فى كل مشاريعهم الاستعمارية والهيمنة على ثروات العرب وزودوهم بالسلاح والعتاد شريطة ألا توجه ضد حليفهم المدلل إسرائيل وقد رأينا كيف وجهوا صدام حسين لمهاجمة إيران فى حرب عبثية دامت ثمانى سنوات استنزفت ثروات وطاقات العراق الهائلة وكذلك دول الخليج الممولة لهذه الحرب والتى أنعشت خزائن شركات السلاح الأمريكية ! ورأينا كيف أوقعوه فى مصيدة احتلال الكويت لتكون الذريعة لبناء قواعدهم العسكرية فى منطقة الخليج لحراسة آبار البترول الملعونة التى لم تجلب للأمة العربية إلا الوبال والخراب بفضل حكامها المصنوعين أمريكياً صدقت ياربى حينما قلت فى كتابك الكريم: «ونبلوكم بالحسنات والسيئات». لقد حول هؤلاء العملاء هذه النعمة إلى نقمة على الأمة وحولوا أطماع المستعمر إلى حق مكتسب له ضريبة جلوسهم على عروشهم ! لن نستطرد كثيراً فيما فعله صدام من جرائم فى حق شعبه يكفينا أن نشير فقط إلى مذبحة حلبجة والتى راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبه من الأكراد والتى استعمل فيها الأسلحة الكيماوية والتى زودته بها أمريكا لإحداث الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد وأبناء الدين الواحد لزرع بذور
[email protected]