بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

لماذا‮ ‬يكره المصريون الحكومة؟‮!‬

سنوات عديدة من الحرمان عاشها المصريون في‮ ‬ظل هيمنة الحزب الوطني‮ ‬الحاكم الذي‮ ‬سيطر علي‮ ‬البلاد لمدة تزيد علي‮ ‬50‮ ‬عاما بأشكاله المختلفة،‮ ‬وعلي‮ ‬الرغم من ذلك دائمًا ما‮ ‬يفخر قادته بإنجازاتهم دون النظر ولو للحظة علي‮ ‬أرض الواقع ليروا إلي‮ ‬أي‮ ‬مرحلة وصلت البلاد وكيف‮ ‬يعيش المواطنون‮.‬

لقد أهملت الحكومة تأدية الواجبات المفروضة عليها من توفير الأمن والأمان للمصريين،‮ ‬واختلفت سياستها مع المصالح القومية العامة،‮ ‬في‮ ‬حين تفاقمت أزمات البطالة وارتفاع الأسعار وتدني‮ ‬الأجور وغابت المساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية،‮ ‬حتي‮ ‬أصبح المصريون‮ ‬يعيشون حالة من الكبت والقمع السياسي‮ ‬والاحتقان الطائفي‮ ‬ومع كل هذا لم تعالج الحكومة هذه المشاكل ولم تأخد درسا من الأحداث الإرهابية السابقة،‮ ‬وترفع استعدادها لمواجهة الكوارث المستقبلية‮.‬

ولعل أكبر دليل علي‮ ‬ذلك الاعتداء الذي‮ ‬تعرض له بعض الوزراء أثناء زيارتهم لكنيسة القديسين بالاسكندرية،‮ ‬مما‮ ‬يدلل علي‮ ‬وجود حالة من الغضب الشديد لدي‮ ‬المواطنين‮.‬

يقول‮ »‬سيد مكاوي‮« ‬موظف‮: ‬الفساد أصبح ثمة العصر والكبار‮ ‬يحصلون علي‮ ‬ملايين الجنيهات‮.‬

وأضاف‮: ‬العدالة الاجتماعية‮ ‬غابت،‮ ‬فإذا دخل مواطن قسم الشرطة وله أحد أقاربه من‮ - ‬الواصلين‮- ‬يرفعون له القبعة وأنا لما أدخل لشراء الدمغة‮ »‬بيوقفوني‮ ‬انتباه‮«.‬

هشام رفعت موظف‮: ‬أرجع أحداث الاسكندرية إلي‮ ‬حالة الاحتقان الطائفي‮ ‬في‮ ‬المجتمع المصري‮ ‬الناتج عن انتشار الفقر والغلاء والفساد‮. ‬وأضاف‮: ‬لا أستطيع الإفصاح عن الأخطاء التي‮ ‬أراها لخوفي‮ ‬من المشاكل فالبلدأصبحت تدار بالرشوة والناس‮ »‬كارهة العيشة‮« ‬لذلك أبحث عن فرصة للسفر إلي‮ ‬الخارج‮.‬

وإبراهيم عماد‮- ‬مندوب إداري‮ ‬أكد أن الحكومة لا تفيق إلا بعد وقوع الكارثة‮. ‬وأضاف‮: ‬ليس من المعقول أن‮ ‬يتفرغ‮ ‬من المسلمين والمسيحيين لحراسة الكنائس والمساجد لأنه ليس من اختصاصهم‮.‬

زينب عوض الله طالبة بكلية التربية قالت‮: ‬مصر بها العديد من المشكلات التي‮ ‬تضر بالمواطن،‮ ‬خاصة المتعلقة بالمرور وزيادة الأسعار والبطالة وغياب النظام وتساءلت‮: ‬أين كان الجهاز الأمني‮ ‬من التفجيرات الأخيرة،‮ ‬فمن المؤكد وجود تخطيط مسبق للحادثة‮.‬

ولو كان الجهاز الأمني‮ ‬المصري‮ ‬قويًا لاكتشف هذا المخطط قبل تنفيذه‮.‬

وأضاف إياد عطا‮: ‬الطبقات الاجتماعية في‮ ‬مصر كانت تقسم إلي‮ »‬غني‮ ‬ومتوسط وفقير‮«‬،‮ ‬أما الآن وبسبب‮ ‬غياب العدالة الاجتماعية اختفت هذه الطبقات،‮ ‬وانقسم المواطنون إلي‮ ‬أثرياء ومعدومين‮.‬

ويقول سمير عبدالفتاح بالمعاش‮: ‬إن إنجازات الحكومة وهمية فالأسعار تزيد باستمرار علي‮ ‬الرغم من انخفاض الدخول وزحام المواصلات مستمر أما الخدمات والمرافق فغير متكاملة‮.‬

وسعد عبود عضو مجلس الشعب الأسبق قال‮: ‬المصريون مسلمون ومسيحيون‮ ‬يكرهون الحكومة والنظام لأنهم السبب في‮ ‬إفراز هذه السيئات فلم‮ ‬يحدث احتقان طائفي‮ ‬في‮ ‬تاريخ مصر أكثر مما هو حادث الآن وهذا‮ ‬يدل علي‮ ‬ضعف الدولة،‮ ‬والمعيار ليس ماديًا فقط،‮ ‬وإنما‮ ‬يكمن في‮ ‬القدرة علي‮ ‬تحقيق مصالح الشعب بكل ما تحمله الصورة من حياة كريمة واستقرار،‮ ‬وانتشال الطبقات الفقيرة،‮ ‬ويجب إحداث تنمية شاملة لافتقادنا لهذا المشروع مع أنه كان موجودا وكان الشعب بطوائفه‮ ‬يلتف حوله في‮ ‬السابق،‮ ‬حيث كان‮ ‬يطلب تحقيق مشروعين الأول هو استقلال مصر وهذا حدث في‮ ‬ثورة‮ ‬1919،‮ ‬حيث التف المسلمون والمسيحيون حول سعد زغلول لتحقيق مطالب الشعب‮.‬

والمشروع الثاني‮ »‬التنمية‮« ‬وهو بناء مصر وأيضا التف الجميع حوله ورأينا بناء المصانع والسد العالي‮ ‬نتيجة لتكاتف طوائف الشعب وما‮ ‬يحدث الآن افتقاد النظام لالتفاف الشعب حوله لأن مشروعه فردي‮ ‬والمشروع الفردي‮ ‬يخلق تنافرا لا حشدا لفئات الشعب وما حدث من اعتداء علي‮ ‬الوزراء بسبب الكراهية الشديدة لهؤلاء الذين‮ ‬يكذبون علي‮ ‬الشعب ويعكس كراهية عميقة تظهر في‮ ‬هذا التوقيت ورميهم بالحجارة كان من المسلمين والمسيحيين علي‮ ‬السواء بسبب تفرغ‮ ‬النظام لمشروع واحد،‮ ‬وهو كيفية انتقال السلطة من الرئيس للوريث وترك أمن المواطن لأن من الأولويات حماية للأقباط والمسلمين الذين‮ ‬يتعرضون لاضطهاد شديد من قبل هذا النظام لذلك قذفت رموزه بالحجارة وهذا مؤشر لمستقبل‮ ‬غير محمود عواقبه ونتائجه‮.‬

وأرجع المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق كره المصريين للحكومة إلي‮ ‬توتر العلاقة بين الشعب وحكومته وغياب المصالح القومية العامة وأداء الخدمات الخاصة بالمرافق العامة ورعاية الحكومة لهذه المصالح مع التزامها بالحريات العامة للمواطنين كحرية التجمع والتظاهر السلمي‮ ‬وحرية الرأي‮ ‬ومراعاة الحالة الاقتصادية للمواطنين بمكافحة البطالة وتوفير أجور مجزية والسيطرة علي‮ ‬الأسعار لكي‮ ‬لا‮ ‬يحدث‮ ‬غلاء فاحش والارتفاع بمستوي‮ ‬خدمات التعليم والصحة والمرور والإعلام بما‮ ‬يحقق مصالح ورغبات المواطنين،‮ ‬ومصر حاليا‮ ‬يعاني‮ ‬فيها الشباب من الكبت السياسي‮ ‬والقمع والبطالة وتدني‮ ‬الأجور في‮ ‬الأعمال التي‮ ‬لا تتفق مع تأهيل هؤلاء الشباب وأزمة العنوسة للفتيات نتيجة لأزمة البطالة والإسكان وعدم السماح بمباشرة الحريات العامة المقموعة بواسطة فرض الطوارئ المستدامة علي‮ ‬الشعب منذ‮ ‬1981‮ ‬حتي‮ ‬الآن ولم‮ ‬يحقق هذا أي‮

‬محاربة حقيقية بل صنع الأعمال الإرهابية وآخرها حادث الاسكندرية منذ أيام،‮ ‬وطبعا‮ ‬يكون عجيبا أن‮ ‬يحب المصريون وخاصة الشباب وهي‮ ‬لاتؤدي‮ ‬واجباتها ولا تحقق الأمن الجنائي‮ ‬بالنسبة للأفراد وتترك السوق لاحتكار التجار فقد أصبح سعر تكاليف وجبة العدس لعائلة من زوج وزوجة وطفلين لا تقل عن عشرين جنيها بينما الحد الأدني‮ ‬للأجور‮ ‬يصل من‮ ‬100‮ ‬إلي‮ ‬150‮ ‬جنيها في‮ ‬أعمال تمثل البطالة المقنعة لملايين من الشباب المصري‮ ‬وترفض الحكومة تنفيذ أحكام مجلس الدولة برفع الحد الأدني‮ ‬للأجور وتحقيق مستوي‮ ‬يكفل حد الكفاف للشعب ومن الغريب أن‮ ‬يحب المواطنون حكومة رجال الأعمال القائمة الآن فهي‮ ‬لا تفعل شيئا لرعاية مصالح الشعب وحقوقه وتعد محاولة التحرش والاعتداء علي‮ ‬الوزراء والأمن كذلك بعد وقوع حادث الاسكندرية تنفيسا عن الغضب المكبوت لأفراد الشعب وليس سببه حادث الكنيسة فقط بل نتيجة لمعاناة الشعب ونتيجة للفساد والاستبداد السائد في‮ ‬كل أرجاء مصر مع فرض الترويع والتجويع علي‮ ‬غالبية الشعب المصري‮ ‬بواسطة هذه الحكومة‮.‬

وأكد الدكتور‮ »‬سعيد صادق‮« ‬أستاذ الاجتماع السياسي‮ ‬بالجامعة الأمريكية،‮ ‬أن الواقعة مختلفة لأنها رد فعل علي‮ ‬سياسات الحكومة،‮ ‬فالأقباط‮ ‬يرون أنها لا تحل شيئًا وينحصر دورها في‮ ‬تقديم المصالح الخاصة للنخب الحاكمة وتهتم بمصالح الشعب وقضاياه في‮ ‬خدمة رجال الأعمال الحكومية وهي‮ ‬غير قادرة علي‮ ‬حماية المسلمين والمسيحيين لفشلها في‮ ‬أداء وظائفها فالأمن‮ ‬يحافظ علي‮ ‬النخبة الحاكمة ولا‮ ‬يهمه الشعب مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬ظهور‮ »‬الظواهر الأمنية‮« ‬ظاهرة التحرش والسرقات والبلطجية‮.‬

وأضاف‮: ‬نريد حلولاً‮ ‬ملموسة لا شعارات فالأزمة القبطية وحلولها موجودة في‮ ‬74‮ ‬ملفًا في‮ ‬مجلس الشعب وحتي‮ ‬الآن لم‮ ‬يطبق القانون الموحد لدور العبادة في‮ ‬حين‮ ‬يطبق قانون الطوارئ لأنه لا‮ ‬يهم الحكومة وقوانين الاحتكار التي‮ ‬تخدم رجال الأعمال‮.‬

وأرجع الدكتور علي‮ ‬السلمي‮ ‬رئيس حكومة الظل الوفدية كره المصريين للحكومة إلي‮ ‬أن الحكومة تعد ولا تنفذ وعودها ولا تقدم الخدمات وتعتدي‮ ‬علي‮ ‬الحقوق،‮ ‬فلا تعليم ولا صحة فهي‮ ‬مجرد أداة لجباية الضرائب حتي‮ ‬أصبحت مصدر إزعاج وضغط علي‮ ‬المصريين دون فائدة فلا تقدم الحريات علي‮ ‬الوجه المطلوب ولا تحل مشاكل المواطنين من ارتفاع مستوي‮ ‬الفقر والبطالة وانتشار القمامة وتعقد المصري‮ ‬من الإجراءات والروتين الحكومي‮ ‬فالتعامل مع الأجهزة الحكومية مرعب وتمثل في‮ ‬استخراج البطاقات التموينية والطوابير الموجودة بمجمع العباسية لاستخراج بطاقة الرقم القومي‮ ‬أو شهادة ميلاد فالمواطن‮ ‬يعاني‮ ‬من ضعف الحكومة وتقصيرها في‮ ‬تقديم خدمات للمواطنين والتعذيب في‮ ‬أقسام الشرطة،‮ ‬فالمصريون في‮ ‬الخارج عندما تقابلهم مشاكل أو عقبات لا‮ ‬يفكرون في‮ ‬التوجه للسفارة المصرية للمعاملة السيئة وعدم التعاون وعن الاعتداء الحادث علي‮ ‬الوزراء فهو‮ ‬غضب وعدم ترحيب لتمثيلهم للحكومة التي‮ ‬فشلت في‮ ‬الأمن وحماية الأقباط في‮ ‬رأس السنة‮.‬

وأرجعت الأديبة والصحفية سكينة فؤاد كره المصريين للحكومة لأنها السبب في‮ ‬كل ما هم فيه من بلاء وابتلاء فالشعب المصري‮ ‬من مسيحيين ومسلمين‮ ‬يتضح كل‮ ‬يوم أن معاناتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي‮ ‬جميع جوانب الحياة،‮ ‬هي‮ ‬بسبب سياسات هذا النظام للأسف أن‮ ‬ينتظر الشعب هذه الأحداث الدامية كتفجير كنيسة فيخرج‮.‬