عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، ولا بد الليل أن ينجلى ولا بد للقيد أن ينكسر.... هذه القصيدة كتبها الشاعر التونسى أبوالقاسم الشابى، فى 16 سبتمبر 1933، وتؤكد على أنه إذا أراد الشعب أن يعيش حرا كريما، فلا بد أن تجرى الأمور وفق إرادته لتحقيق مراده. وقد تحققت ارادة الشعب المصرى عندما انحاز إلى قيادته السياسية لمواجهة التحديات والتهديدات الكبيرة التى تعرضت لها الدولة بعد ثورة 2011 حتى عام 2013!!

حالة الفوضى فى هذه الفترة هددت الدولة واستمرارها، الوضع كان صعبا للغاية، عانت الدولة من التفكك وفقدان الأمل بعد 2011، كان هناك مخطط وراءه عمل ممنهج تم تنفيذه بفكر معين لإسقاط الدولة، وألا تقوم لها قائمة مرة أخرى.

كان المخطط أن يحدث فى مصر كما حدث فى بعض الدول المجاورة التى تعرضت لنفس المنهج من قوى الشر وما زالت تعانى حتى الآن من ويلات الانقسامات.

بإرادة اله واصطفاف الشعب والجيش والشرطة خلف القيادة السياسية جعل مصر تتغلب على حالة اليأس والتشرذم والتفكك وفقد الأمل، واستغرق ذلك 10 سنوات كاملة، وما زال العمل والبناء مستمراً.

واجهت مصر السيسى خلال هذه الفترة تحديات كبيرة، بلغت فاتورة الفوضى حوالى 450 مليار دولار، بخلاف أعباء الزيادة السكانية التى بلغت حوالى 25 مليون نسمة ليصل إجمالى السكان 105 ملايين بعدما كان 81 مليونا قبل 10 سنوات.

التجربة المصرية فى تحقيق النجاح والقضاء على حالة الفوضى، وإنهاء حكم الإخوان الفاشل لا بد أن تكون تحت بصر المنطقة العربية، لتكون مصدر إلهام لكافة الشعوب فى الحفاظ على بلادهم، والاصطفاف الوطنى من أجل الوصول للبقاء وتحقيق التنمية، وبالفعل استعرض الرئيس السيسى تفاصيل التجربة المصرية فى كلمة أمام القمة العالمية للحكومات القائمة فى دبى. التجربة نقلت مصر من أزمة تهدد بقاء الدولة لتغيير تنموى بكافة القطاعات، وكشف الرئيس عن حقيقة ما تعرضت له مصر من مخطط ممنهج سعى لضرب استقرار مصر.

ماذا فعلت مصر فى 11 عاماً؟.. رتبت أولوياتها الوطنية فى ظل تحديات متوازية لتستنهض قوتها من جديد.. وبذلت القيادة السياسية خلال هذه الفترة جهودا كبيرة لتثبت أركان الدولة مجددا، كانت التحديات التى واجهت الدولة متعددة ومتشعبة أزمة تجر أزمة، فى الكهرباء، والطاقة، والغاز والبوتاجاز، ثم التحرك فى مسارات متوازية لم تكن تحتمل تأجيلاً للتوجه نحو جاهزية البنية الأساسية والانطلاق نحو المشروعات القومية التى تحقق التنمية وتوفر فرص العمل وتدعم مجتمع الأعمال.

أطلقت مصر العديد من المبادرات التى تحقق الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية ومواصلة العمل لتحسين مؤشر الجودة، مع بدء خطة تنمية عمرانية وزراعية لتأمين احتياجات الشارع.

ما عاشته مصر خلال السنوات الماضية نموذج تستلهم منه الشعوب القوة والارادة فى التغيير وعدم الاستسلام لواقع كادت فيه مصر أن تضيع، لأن الذى يقع لا يستطيع النهوض مرة أخرى.

فقد وضعت القيادة المصرية مسارا للتنمية الحقيقية التى تسعى لاحتواء النمو السكانى المتصاعد واستيعاب متطلباته، فضلا عن طريق التخطيط العمرانى والقضاء على العشوائيات، وتمهيد الطريق لجذب الاستثمارات والتفاعل مع ما فرضته المستجدات العالمية من تحديات.

المدى الزمنى للمرحلة السابقة التى بدأت من 2011 حتى 2013 والذى شهد فوضى كاملة نشرها فصيل يريد هد الدنيا، بعكس ما انطلقت فيه الدولة من طريق كانت فيه يد تبنى ويد تحارب الإرهاب، حتى تمكنت من القضاء عليه بالتوازى مع التنمية الشاملة فى كافة ربوع مصر لتوفير فرص عمل وضمان حياة كريمة للمواطن.

البناء والاستقرار الأمنى كان رسالة طمأنة للمستثمرين، وساهم تأهيل البنية التحتية فى جاهزية مصر لمشروعات الربط الكهربائى مع دول الجوار.

الرئيس السيسى دائما يفخر وهو يروى حكاية شعب انتقل من مصير مجهول إلى عهد جديد للتنمية الشاملة والمستدامة والتى حملت دلائل مهمة لما عليه مصر لتخطى الفترة العصيبة من عمر الوطن، وما تم اتخاذه من خطوات رائدة لقيام الدولة من جديد سواء على مستوى تطوير وتأهيل البنية التحتية لخدمة المواطن والاستثمار، وتطبيق مفهوم التنمية الشاملة فى المشروعات التى تنتهجها الدولة على مدار الأعوام الماضية والتى وفرت حوالى 5 ملايين فرصة عمل.

رسائل مصر تمضى على الطريق الصحيح بتكاتف الشعب المصرى والتفافه حول قيادته ورفضه أى محاولات للوقيعة والفتنة.