رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على مدار التاريخ دائما ما يثبت الشعب المصرى مدى ترابطه وعبقريته الاجتماعية فى المواقف الصعبة، وتبرهن الجينات المصرية دوما على تفردها وخصوصيتها بين شعوب و أمم العالم أجمع، فلن تجد مثل تلك الروح الاجتماعية الرحيمة، إلا بيننا نحن المصريين.

و قطعا فإن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى هى الأخرى تدرك هذا المغزى والمعنى، واستطاعت أن تحيى هذا المفهوم الاجتماعى العبقرى الذى كان غائبا عن المجتمع المصرى لعقود طويلة وهو «المبادرات»، وجعله الرئيس أداة فعالة من أدوات الدولة لتحقيق أهداف محددة لتخفيف آثار الأزمات الاقتصادية أو توسيع مظلة الحماية الاجتماعية، وكانت المبادرة الرئاسية حياة كريمة، أكبر دليل على نجاح رؤية الرئيس حيث تمكنت من تحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً،  من خلال تطوير القرى ويستفيد منها نحو 58% من سكان مصر بتكلفة تصل تريليون جنيه، بالإضافة إلى مبادرة تنمية الأسرة المصرية، و100 مليون صحة، ودعم صحة المرأة المصرية، والكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم لطلاب المدارس، والقضاء على قوائم الانتظار للتدخلات الجراحية، عشرات المبادرات الناجحة التى ساهمت فى حلول لمشاكل مجتمعية متجذرة.

وخلال الأيام الماضية دشن التحالف الوطنى للعمل الأهلى انطلاقة جديدة للعمل الأهلى بإطلاق واحدة من أنبل وأضخم مبادرات الحماية الاجتماعية التى شهدتها مصر على مدار تاريخها، وهى مبادرة «كتف فى كتف»، التى جاءت بتوجيهات من الرئيس السيسى، وتستهدف تأمين غذاء 4 ملايين أسرة من خلال توزيع كميات من السلع الغذائية تكفيهم خلال شهر رمضان، وهو ما يساهم فى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين فى ظل الارتفاع غير المسبوق فى أسعار السلع الغذائية، كما تساهم المبادرة فى تعزيز مفهوم التكافل الاجتماعى بين جميع الفئات والطبقات، فالمعدن المصرى أصيل لا يصدأ، ولا ينحى أبدا، بل يزداد قوة وصلابة فى مواجهة الضغوط والأزمات، وهو ما يمنحنا جرعة كبيرة من التفاؤل أن مصر ستتمكن من عبور أزمتها واستكمال مسيرة الإنجازات والبناء التى بدأتها منذ 9 سنوات.

وأهم ما يميز هذه المبادرة هو وضع المناطق النائية والحدودية على رأس أولوياتها، وحجم المتطوعين الضخم فى جميع المحافظات والذى يعتبر سبب رئيسى فى نجاح هذه المبادرة الضخمة، وهو ما يؤكد أن  ثقافة العمل المجتمعى أصبحت موجودة بقوة فى المجتمع المصرى، فالجميع لديه هدف هو المساهمة فى البناء والتنمية وتقديم كافة أشكال الدعم للفئات الأكثر احتياجا.

والحقيقة أن مبادرة «كتف فى كتف»، تأتى ضمن سلسلة من الإجراءات والمبادرات لدعم الفئات الأكثر احتياجا، وتعتبر المبادرات ضمن مؤشرات عديدة لحيوية المجتمع، وقدرته على تحقيق النهضة لشرائح معينة فى المجتمع، لاسيما الأكثر احتياجا؛ سواء من خلال الارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم مثل التعليم والصحة والطرق، أو الارتقاء المادى بتوفير احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء، لذلك أصبحت المبادرات المجتمعية ضرورةٌ حضارية، تعكس تماسك المجتمع، وتلاحم فئاته وطبقاته، فضلا عن المساهمة فى سد ثغرات قد لا يكون بوسع الحكومة القيام بها؛ بسبب القصور المادى.

وترسيخًا لمبدأ العمل بالتزامن على خطوط متوازية، أعلن الرئيس السيسى عن إطلاق مبادرة لدعم قطاعى الصناعة والزراعة فى مواجهة التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، من خلال تخصيص 150 مليار جنيه لمدة خمس سنوات لدعم القطاعات الإنتاجية بفائدة مُيسرة، وهو ما سينعكس بكل تأكيد على توفير تمويل بأسعار فائدة منخفضة نسبيا مقارنة بالأسعار المرتفعة حاليا فى البنوك، بما يدعم القطاعات الإنتاجية، ويعزز خطط زيادة الصادرات ومن ثم توفير العملة الأجنبية، وتأتى هذه المبادرة فى إطار خطة متكاملة وضعتها الحكومة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، متمسكة بتحقيق أهدافها المرتبطة بتوطين الصناعات.

وأخيرًا كل التحية والتقدير إلى كل من فكر وساهم فى إطلاق مبادرات الإنقاذ، التى تظهر تماسك الشعب المصرى وتضامن فئاته المختلفة فى مواجهة الأزمات، وهى الحالة التى يمكن بها عبور أى عقبات تواجه الدولة المصرية.

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا للوفد