رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى الوقت الذى انشغلنا، بحكاية الممثلة حلا شيحا عن حجابها وقلع حجابها، وعن عدم عودتها أو عودتها للتمثيل أعلنت جوائز الأوسكار فى نسختها الخامسة والتسعين خلال حفل بمدينة لوس انجلوس الأمريكية، يوم الأحد.. وبدا كأننا فى وادٍ سينمائى والعالم فى وادٍ ثانٍ خالص!

ولأن مسألة ارتداء الحجاب أو خلعه مسألة شخصية لكل فتاة وامرأة، ولا يجب أن ننشغل بها ولا تشغلنا، وأى حق شخصى للمرأة أو الرجل فهو حق يمتلكه لوحده ويحاسب أو لا يحاسب عليه لوحده ويمارسه كيفما يشاء وبالطريقة التى تعجبه.. طالما لا يضر بحقوق الآخرين.. وهذا مبدأ أساسى وأصيل من حقوق الإنسان.. ورغم أن حجاب أو نقاب ممثلة أو اعتزال ممثل الفن بدعوى أنه حرام يؤثر فى الآخرين لأن نفس الشخص كان مؤثرًا وهو ممثل أو فنان وبالتالى سلوكه الخاص يؤثر بنفس الدرجة إن لم يكن أكثر.. ومع ذلك لا حق لأحد أن يمنعه عن ممارسة حقوقه الإنسانية!

والمشكلة أن حكاية حجاب الممثلات أو اعتزال الممثلين يتم التعامل معها باعتبارها معركة بين الدين والفن وهذا غير حقيقى فالوقائع تؤكد أنها معركة شخصية بين الإنسان ونفسه.. صراع نفسى يخص صاحبه ولا يخصنا والدليل أن هناك ممثلات عظيمات تحجبن وبعضهن اعتزلن فى صمت، وأخريات واصلن اشتغالهن بالفن دون إثارة هذه المعركة.. فعلت ذلك هدى سلطان المطربة والممثلة العظيمة، وكذلك الفنانة عبلة كامل وهى من هى فى التمثيل وعبقرية الأداء، والعظيمة شادية انسحبت فى هدوء بكل احترام لنفسها ولتاريخها ولتاريخ الفن المصرى.. فلماذا نتعامل مع من أقل منهن بكثير من زاوية الحلال والحرام؟!

أعتقد أن جانباً كبيراً يتحمله الوسط الفنى ويكشف مشكلاته الحقيقية والتى هى السبب فى عدم إبداع منتج فنى ذي قيمة كبيرة.. ولا أقصد أعمالاً سينمائية درامية كلها مآسٍ أو تحمل شعارات ثورية.. فيمكن أن يكون فيلماً أو مسلسلاً كوميدياً يقدم بحس إنسانى بسيط وساخر كما قدم ذلك نجيب الريحانى على سبيل المثال.. عملاً يحمل قدراً من احترام عقلية ووجدان المتفرج.. ولكننا، للأسف، الكثير والمسيطر على الوسط الفنى شخوص بلا رؤية إبداعية وبلا مواقف ويتعاملون مع الحكاية أنها أكل عيش.. سبوبة، ونحتاية!

وهؤلاء هم أول من يهاجمون ممثلة تقرر أن تتحجب أو تتنقب ويتهمونها بالتخلف.. وعندما تقلع الحجاب أو النقاب هم كذلك أول من تعمل معهم كبطلة فى الأفلام أو المسلسلات.. لأنهم مثلهم مثل هذه الممثلة بلا مواقف حقيقية ولا رؤية فكرية ويحتاجون المساندة النفسية والاجتماعية مثلها تماما!

كنت أتمنى أن ننشغل بالذين حصلوا على جوائز الأوسكار والأفلام التى فازت وكلها تقريبا أفلام قليلة الإنتاج ولكنها كثيرة الإبداع والجمال ولأن من ورائها منشغلون بعمل إضافة فى حياتهم الشخصية والفنية.. النجاح لا يأتى من فراغ ولكنه صراع حقيقى بين الفنان ونفسه لإبداع شىء جميل ممكن أن يكون بلا قيمة عظيمة ولكنه يستطيع أن يستخلص أجمل ما فينا ببساطة لا يقدر عليها سوى فنان حقيقى.. أما السفهاء الذين يعملون فى الفن لأنهم لا يعرفون العمل فى وظائف أخرى سيظل كل همهم هذه المعارك التافهة!

[email protected]