رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

لم أعرف شاعرًا عربيًا مناضلًا لم يتأثر بقصائد بابلو نيرودا؛ لأنه لم يكن يكتب لمكان أو زمان بقدر ما كان يكتب للأجيال التى لن يراها.. هكذا قال عنه الشاعر عبدالوهاب البيانى.. اليوم تحتفل أسبانيا بمرور نصف قرن على رحيل بابلونيرودا (١٩٠٤_١٩٧٣) ولمدة شهر يقود الاحتفالات الشاعر لويس ماتشادو ولكن ما يلفت الانتباه هو امتداد دور نيرودا فى بلاد أمريكا اللاتينية فكان كفاح الشعوب هناك يعتمد على تراث جيفارا وماركس وبابلو نيرودا ولويس اراجون؛ لكن يبقى نيرودا مميزا بينهم من حيث استحداثه لروح التمرد والسعى نحو غد افضل؛ خاصة مرحلة قصائده فى ديوان أسبانيا فى القلب عام ١٩٣٨. نيرودا كان يشغله زيادة حدة التناقضات الاجتماعية وتعمق التشوه الاجتماعى بفعل تلك التناقضات من جهة والحروب والصراعات الداخلية والخارجية من جهة أخرى، وكانت سنوات كفاح الشعب الاسبانى ضد الطاغية فرانكو ما قبل الاستقلال قد أكدت مدى هشاشة الخيوط التى تمسك بالنظام الفاسد هناك.. كان كفاح نيرودا بمقالاته وأشعاره المقاتل الأول وكثير من كتاباته تأثر فيها بكتاب لينين المادية والنقد التجريبى؛ كان يريد أن يصل بالشعب بقناعة أن العدو الداخلى هو ابن شرعى للعدو الخارجى.

من أجواء قصيدته (إقامة فى الأرض) لابد أن أتكلم عن الأرض التى تجعلها الأحجار مظلمة؛ البحر الذى تركته ورائى. لا تدعنا نعض الجلد الذى يكومه الصمت، هناك أموات كثيرون.. هناك حواجز كثيرة شجتها الشمس ورؤوس كثيرة تصطدم بالقوارب. وأياد كثيرة حاصرتنا وأشياء كثيرة أريد أن أنساها.

[email protected]