رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

مجدى نجيب (٨٧ عاما) حالة إبداعية نادرة، شاعر شديد الحساسية صهرته تجاربه الحياتية بقدر ما انصهر وذاب فى هموم الوطن؛ مثل كل المصريين والمثقفين أصابته حالة من الاكتئاب بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧، وكتب قصائد تنبض بالمصرية والعروبة ثم رسم مجموعة من اللوحات التشكيلية النازفة من ضمير كل مواطن مصرى. اليوم ونحن نشاهد أحدث معارضه، أحس حقا بروح الشباب هو معرض فريد من نوعه يجمع بين التراث الشعبى وبين ابتكار مفردات الفن الحديث فى تزاوج مدهش، يجعلنا نسترجع قيما كنا قد نسيناها فى زمن عشوائية وفوضى السنوات التى نعيشها، وما من شك اننا فى كل فترة زمنية نصحو على اعلان احياء آدابنا وفنوننا لوحات مجدى نجيب الحديثة تكشف عن روح التحدى والانتصار؛ يتمثل هذا فى مظاهر البهجة والتفاؤل والثبات فى الألوان الفرعونية الزاهية الأصيلة بعيدًا عن مظاهر الاضطراب والتشويش والالتباس التى رافقت تحديد مفهوم الهوية المصرية ولم تتأخر فى الرد على مزاعم المشككين؛ بل كان المعرض بجملته محصلة لتراث حبنا وشجوننا وأملنا فى غد أفضل.

مجدى نجيب يعيد فى أحدث معارضه اغنيته المبهرة (النهاردة كل شىء يا بلادى أصبح له معنى) قالها بعد انتصارات أكتوبر المجيدة.. ولكنى أتمنى ان نكون على قدر هذا التفاؤل النير وأن يستنير واقعنا بشىء من الاعتقاد الايديولوجى والطقسى، يمكن معه ان يكون حصادا.

مجدى نجيب عاش حياته شاعرًا وفنانًا تشكيليًا ومناضلًا عانى من الطرد من عمله الصحفى، وتم اعتقاله ثلاث سنوات فى زمن عبدالناصر، لكنه خرج ليمجده! الشاعر بداخله ابدا لا يتصارع مع مفردات قناعاته السياسية فهو محب للاشتراكية والقومية العربية ولا يرى للخلاص بديلا من ذلك.. معرضه الأحدث يوشى بالكثير ويفتح شهيتنا لعشرات الأسئلة حول تحديث فنوننا التشكيلية والالتزام بتراثنا الشعبى. هى لوحات موحية ممتدة الفعل وواصلة برؤيتنا لما لا نهاية.

[email protected]