رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

بعيدًا عن السؤال الصعب، إن لم يكن المستحيل عن تسرب الأفلام المصرية للقنوات الفضائية العربية، وربما الغربية، فقد شاهدت منذ أيام فيلم « سلطان» على إحدى هذه القنوات، وهو من انتاج عام 1958بطولة فريد شوقى ورشدى أباظة ونادية لطفى وبرلنتى عبد الحميد، عن قصة جليل البندارى وسيناريو نيازى مصطفى، وعبد الحى أديب والحوار السيد بدير، اخراج نيازى مصطفى.. ومنذ البداية شعرت إننى أرى فيلم البرىء الشهير للفنان احمد زكى، سيناريو وحيد حامد واخراج عاطف الطيب!

ولا يعنى كلامى أى اتهام بالاقتباس أو السرقة فان وحيد حامد لا يحتاج إلى أفكار لإعادة انتاجها، ولكن الغرض شيئان.. أولا أن ظاهرة عسكرى «المراسلة» موجودة وقديمة فى حياتنا.. فالفيلمان حول هذه الشخصية البريئة فى البداية والتى ينتهى بها الحال إلى الجريمة فى النهاية بسبب ما تتحمله من ظلم واتهامات باطلة تورطها فى النهاية فى أن تعمل أعمالا إجرامية!

وفيلم « سلطان» الذى تم انتاجه بعد فيلم فريد شوقى الشهير « جعلونى مجرما» 1954، وكان اسم البطل « سلطان» فى الفيلم أيضاً، وقيل إن قصة الفيلم حقيقة قدمها فريد شوقى عن أحد الأطفال بالإصلاحية والتى كان شقيقه اللواء أحمد شوقى مأمورا عليها، وهى حول طفل يحوله الظلم إلى مجرم وقد صدر عقب عرض هذا الفيلم قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى فى الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة.

موضوعات الأفلام عن الظلم هى الأكثر فى تاريخ السينما المصرية وهى الأشهر كذلك، وإيراداتها هى الأكبر بين بقية الموضوعات.. لأن الظلم متأصل أيضًا فى حياة المصريين وإلا ما كان خرج علينا الفلاح الفصيح منذ أيام الفراعنة يشكو للحاكم ممن ظلموه، ونهبوا ممتلكاته القليلة دون وجه حق!

والغريب فى فيلم «سلطان» أن البطل عندما تحول إلى مجرم وزعيم عصابة لم يقم بسرقة البسطاء والفقراء بل قام بسرقة قوات الاحتلال الإنجليزى وكأنه بطل شعبى مثل اسطورة شخصية «روبن هود» الإنجليزية الشهيرة الذى يسرق من الأغنياء ليعطى الفقراء أو قصة أدهم الشرقاوى الذى كان يفعل نفس الشىء ويقوم بمقاومة الانجليز واعوانهم.. ولكن « سلطان لم يكن مقنعًا ليتحول إلى قصة شعبية.. ولكن إلى مجرم شعبي!

[email protected]