رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وكان الماء سابقاً

بوابة الوفد الإلكترونية

أثبت الله كل شىء فى اللوح المحفوظ من المخلوقات والخلائق، ولم يعلم بهذا إنس ولا جان  فلقد أمر صاحب الأمر القلم فكتب فى اللوح، ثم حفظ محجوباً عن علم كل المخلوقات، وهكذا بدأت الحياة بكتاب مبين لا يعلم بأمره إلا رب العالمين، قال تعالى: مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) سورة الكهف.

هذا تأكيد إلهى بأنه: لا السابقون الأولون ممن خلقهم الله وسمعنا عنهم، أولم نسمع. ولا اللاحقون بالقطع واليقين. لا أولئك ولا هؤلاء أشهدهم الله خلق السماوات والأرض.. فكيف  بهم والحال كذلك أن يشهدوا خلق أنفسهم؟!. لذلك كان الباحث فى هذا الأمر كمن يلقى بنفسه فى بحر لجى، عليه أن يتدرب له كل التدريب، وأن يأخذ كل مقولة إنسانية سبقت بالكثير من الفحص والتمحيص والقياس، وقبل هذا وذاك على الباحث أن يستعين بالله الذى نسأله هو سبحانه العون والصواب ونور البصيرة وجلاءها.. فبيده الأمر وهو على كل شىء قدير.

وحتى لا يغلق باب الاجتهاد على المجتهدين، وتصبح عملية الخلق للبشر كالطلسم، أو كالسراب لا تصل بمن يرتادها إلا إلى الضياع والهلاك، قال المولى عز من قائل فى كتابه المنزل آيات كثيرة عن الخلق وتتابعه فى إيضاح مجمل، ودون دخول فى تفصيلات نقول: وإذا كانت هنالك ملاحظة تقال فهى أن المولى عز وجل لم يذكر فى القرآن الكريم شيئاً عن تاريخ النشأة، تماما كما لم يذكر شيئاً قطعياً عن سنة النهاية أو القيامة، ورغم هذا الحسم الربانى حاول المجتهدون أن يصلوا إلى تحديد عمر الكون وصولا إلى بدء الخلق عن طريق التخمين، وأحياناً عن طريق الاستشهاد بما هو فى غير مواضعه.. لتأكيد نتيجة مسبقة وضعها الباحث قيل أن يبدأ بحثه الذى ينتهى به إلى تصوير الأمر على أنه وصول إلى ذرى لن يصل إليها أحد بعده، وهى منزلقات خطرة، لأن الأمر ينتهى بأبحاثهم دائما إلى الإهمال والنسيان، لأن ما بنى على خطأ فهوى خطأ. ومما يؤكد هذا أنه تتكشف للإنسانية كل يوم حقائق جديدة عن الكون كانت خافية على من سبقونا، فالاجتهاد الإنسانى اجتهاد محدود ووقتى يقترن بالزمان، ولكل أن أحواله فلا ثبات لحقيقة إلا فى القرآن المبين. كتاب الله الذى أنزله على نبيه الأمين محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وسلام.

فالقرآن الكريم هو كتاب البشرية وهداها حتى يوم القيامة.. وإذا أردت عرض يؤكد

انتفاء اليقين فى الأحكام والنظريات الإنسانية فأمامك الآن ما أثاره العلماء حول نقص عنصر خامس من عناصر الجاذبية غاب عن (نيوتن) حين وضع نظريته عن الجاذبية.

ونظرية (نيوتن) هذه ظلت من المسلمات فى نظر الباحثين والعلماء فى ذلك المجال لأكثر من ثلاثمائة عام. بنو خلالها أبحاثهم وأطلقوا أقمارهم الصناعية فى ظلها.. ثم ها هم أولاء الآن يقفون أمام ما أراد المولى أن يظهره مندهشين ومتشككين فيما كانوا يرونه يقينا (فهو) سبحانه يخلق ما لا تعلمون.

وهنالك تراجع وانتكاس عن العقيدة الشيوعية ونظرياتها الاقتصادية والاجتماعية فبعد عشرات السنين من الاعتناق الذى كان يصل لحد اليقين لدى الشيوعيين، نجد قادتهم ومفكروهم يتراجعون عن تلك العقيدة، بل يرون أنها تسببت فى إحداث الكثير من الخلل فى مجتمعاتهم، وأيد هذا تلك الثورات الشعبية التى انطلقت بعد طول كبت ومعاناة تعبر عن كراهية البشر العميقة لتلك النظرية. التى تخل بالطبيعة البشرية وما فطره الله عليه.

ونحن كمسلمين لا نفزع أو نهتز لمثل هذه التعديلات أو التراجعات، لأن المولى عز وجل وضع للبشرية الأسس وترك لهم الاجتهاد، فباب الاجتهاد فى الإسلام موجود.

وباب العلم فى الإسلام مرغوب، ولا ثبات فى هذا العالم من حولنا لأنه لا يوجد علم كامل ولا اجتهاد يصل إلى حد المعرفة اليقينية، فلا كمال إلا لعلم الله، ولا كمال إلا كماله (هو) سبحانه وتعالى، (فهو) الحقيقة الأزلية التى لن تزول، تقدست أسماؤه وعجزت عن إدراك كينونته عقولنا، وعن تدبر كمال علمه أفهامنا:

له الأمر.. بيده مفاتيح كل شىء، يهدى من يشاء، ويضل من يشاء، و(هو) على كل شىء قدير.

.. وللتدبر مواصلة