رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

OpenAI تبدأ بيع رصيد مدفوع لخدمة Sora AI

بوابة الوفد الإلكترونية

 أعلنت شركة OpenAI عن بدء بيع رصيد إضافي لمستخدمي أداة تحويل النصوص إلى فيديو Sora AI، والتي أثارت ضجة واسعة منذ إطلاقها لقدرتها المذهلة على إنتاج مقاطع فيديو واقعية اعتمادًا على النصوص فقط.

 ووفقًا للتفاصيل التي كشفها بيل بيبلز، رئيس قسم Sora في OpenAI، فإن الشركة بدأت رسميًا في طرح حزم مدفوعة للمستخدمين المحترفين عبر متجر تطبيقات Apple، حيث يمكن شراء 10 جيلات فيديو إضافية بسعر 4 دولارات أمريكية. 

 وتأتي هذه الخطوة بعد فترة من توفير الأداة مجانًا بحد أقصى 30 جيلًا يوميًا، وهو الحد الذي من المرجح أن ينخفض قريبًا مع توسع قاعدة المستخدمين وارتفاع التكلفة التشغيلية.

 وأوضح بيبلز عبر منشور له على منصة X (تويتر سابقًا) أن OpenAI تجد نفسها أمام ضرورة تقليص عدد الجيلات المجانية مستقبلًا من أجل الحفاظ على استدامة الخدمة، مشيرًا إلى أن تشغيل الأداة على نطاق واسع يستهلك قدرًا هائلًا من وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، وهي موارد مكلفة للغاية.

  وقال: "في النهاية، سنحتاج إلى تقليل عدد الجيلات المجانية لمواكبة النمو، وإلا فلن نتمكن من تلبية الطلب المتزايد. سنكون شفافين عندما يحدث ذلك".

 وتُعد Sora AI واحدة من أكثر الأدوات الطموحة التي طورتها OpenAI في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ تتيح للمستخدمين كتابة أوصاف نصية لتتحول تلقائيًا إلى مقاطع فيديو واقعية بدقة عالية وتفاصيل مذهلة، ومع ذلك، فإن إدارة الموارد والتكلفة التشغيلية الكبيرة تمثل تحديًا رئيسيًا أمام الشركة، خاصة مع تزايد استخدام الأداة عالميًا في مجالات الإعلان، وصناعة المحتوى، والسينما المستقلة.

 لكن ما يثير الجدل أكثر هو إعلان بيبلز عن خطة OpenAI لتحقيق أرباح إضافية من خلال ترخيص المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر، وهو ما يعني أن الشركة تسعى لإبرام اتفاقيات مع أصحاب المحتوى — سواء الفنانين أو الشركات — للسماح باستخدام شخصياتهم أو أعمالهم في المقاطع التي تُنشئها Sora.

 وكتب بيبلز موضحًا: "نتخيل عالمًا يستطيع فيه أصحاب الحقوق فرض رسوم إضافية عند ظهور الشخصيات أو الوجوه المحبوبة في المقاطع التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي".

  ويشير ذلك إلى أن OpenAI تعمل على تطوير نموذج اقتصادي جديد يعتمد على المشاركة في العوائد مع أصحاب المحتوى الأصلي، في محاولة لتفادي النزاعات القانونية المحتملة مستقبلاً.

 إلا أن المفارقة تكمن في أن ميزة الكاميو (Cameo) التي تُخطط OpenAI لجعلها جزءًا رئيسيًا من عملية الربح، تواجه تحديًا قانونيًا حاليًا، حيث رفعت شركة Cameo — المعروفة بخدمة الرسائل المصورة من المشاهير — دعوى قضائية ضد OpenAI تتهمها بانتهاك علامتها التجارية واستخدام اسمها دون إذن، ورغم أن القضية لا تزال قيد النظر، إلا أن OpenAI تمضي قدمًا في خططها الجريئة لتحقيق الدخل من تقنياتها.

 ويرى محللون أن توجه OpenAI نحو فرض رسوم على جيلات الفيديو الإضافية خطوة طبيعية في ظل ارتفاع الطلب الهائل على خدماتها، لكنهم يحذرون من أن تقليص عدد الجيلات المجانية قد يُضعف من جاذبية الأداة للمستخدمين الجدد الذين لا يرغبون في الدفع مقابل التجربة.

  ومع ذلك، تشير المؤشرات إلى أن الشركة تسعى إلى بناء نظام اقتصادي مستدام حول أدواتها، يشبه إلى حد كبير نموذج التطبيقات الإبداعية مثل Midjourney وRunway ML، حيث يتكامل الذكاء الاصطناعي مع اشتراكات المستخدمين والمحتوى المرخص.

 وبينما تواصل OpenAI توسيع نطاق خدماتها وتطوير Sora AI لتصبح منصة إنتاج مرئية متكاملة، يترقب العالم كيف ستوازن الشركة بين الإبداع، وحماية الحقوق، وتحقيق الأرباح، فبينما يُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة ثورية في عالم صناعة الفيديو، إلا أن خطط تحقيق الدخل منه تضع OpenAI أمام معادلة دقيقة بين الحرية الإبداعية والالتزام بالقوانين التجارية.

 بهذه الخطوة، يبدو أن OpenAI تمهد لمرحلة جديدة تُحوّل فيها أدواتها من تجارب مجانية إلى منظومة اقتصادية متكاملة، حيث يصبح الإبداع بالذكاء الاصطناعي تجربة مدفوعة الأجر، ولكنها أكثر احترافية وقابلة للاستمرار.