غباء جحا

سأل جحا زوجته كيف يُعرف الميت من الحى؟ قالت إن الميت تبرد أطرافه الأربعة، فإذا شاهدت إنساناً وقد بردت  أطرافه هكذا نُسارع إلى دفنه. 

وذات يوم انخفضت فيه الحرارة إلى درجة التجمد، فذهب إلى الغابة ليجمع حطباً للتدفئة، وطال البحث حتى ملأ وعاءه من قطع الخشب، وقد لاحظ جحا أن أطرافه الأربعة قد بردت من طول بقائه فى الغابة فى ذلك اليوم البارد، فقال لنفسه  إنه مات كما قالت زوجته له، فترك حماره يرعى،

 وبينما هو على هذه الحالة إذ جاء قطيع من الذئاب فهجم على جحا ليأكله، وجحا يتأمل المنظر ولا يفعل شيئاً لأنه ميت  والميت لا يملك نفعاً ولا ضراً.

 وأخيراً رفع رأسه قليلاً وقال أيها الجبناء تعرفون أن صاحبه ميت فتأكلوه والله لو كنت حياً لعرفت كيف أحاسبكم على فعلتكم هذه. 

تلك إحدى الطُرف التى تُحكى عن جحا ذكياً متغابياً أو غبياً متذاكياً، كلاهما يؤدى إلى نتيجة واحدة هى حدوث المفارقة التى تزلزل التفكير، كما عندما نرى ما يأكل أموالنا ونتظاهر بعدم القدرة على منعه... دون أن نكون ميتين!!

لم نقصد أحداً!!