رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آخر محطات العائلة المقدسة في مصر

الأنبا بيجول يفسر لـ"الوفد" أسباب تقديس المسيحيين لدير المحرق في أسيوط

الأنبا بيجول أثناء
الأنبا بيجول أثناء حواره مع الوفد

تزخر مصر بتاريخ عريق يفيض للبشرية بحضارات ليس لها مثيل في أي بلد آخر، فمن فضل الله على أرض الكنانة جعلها الركن الهادي من العالم الذي يلجأ إليه كل من ضاق عليه وطنه وجعل الفرار هو سبيل نجاته الوحيد.

ويصادف اليوم الخميس الموافق 1 يونيو، ذكرى دخول السيد المسيح مصر أعظم لاجئ على أرض مصر، والذي جاء في حضن أمه البتول مريم بصحبة يوسف البار هروبًا من بطش هيرودس الملك الذي أمر بقتل جميع أطفال بيت لحم من عمر عامين ما دون، بعدما جاء المجوس إليه ليخبره أن ملط اليهود الذي تنبأ به السابقيت قد ولد فقد ظهر النجمه التي تشير بمولده.

خاف هيرودس على عرشه المهزوز وطلب من المجوس أن يخبروه بموضع الطفل وفي طريقهم ظهر لهم الملاك طلب منهم ألا يخبروه فغضب من سخريتهم وأمر جنوده بالبحث عن أطفال هذه المرحلة العمرية وقتلهم جميعًا ففرت العائلة المقدسة إلى مصر بعدما ظهر ملاكًا ليوسف النجار وقال له كما ذكر سفرمتى "قم خذ الصبي وامه واهرب الى مصر".

توصلت "جريدة الوفد" إلى آخر محطات العائلة المقدسة في مصر والتقت بنيافة الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق بجبل قسقام في أسيوط، ليروي القصص التاريخية وراء أبرز المعالم الأثرية نهاية مسار المسيح والعذراء مريم بأرض الكنانة.

الأنبا بيجدول أثناء حواره مع جريدة الوفد

يضم الدير عدد من الكنائس فما قصة  الحصن الأثري ؟ يقول أسقف المحرق عندما توافد أعداد كبيرة من الرهبان إلى المحرق ظن البربر أنهم أغنياء ويملكون الذهب فكانوا  يهاجمون الأديرة الكبيرة باستمرار، فأنشأ الرهبان بالمحرق حصنًا قويًا لحمايتهم من الجهمات، يؤول الفضل في انشاء الحصون بالأديرة إلى الملك زينون الذي اهتم بهذا الأمر  بعدما التحقت إبنته تدعى القديسة إيلارية  بالحياة الديرية وتركت الحكم وأراد والدها أن يحميها فشجع  على بناء مبنى بمثابة مدينة شاملة يدخله الرهبان يعبروا إليه بالقنطرة ثم يزيحوا القنطرة حتى لا يتمكن البربر من اقتحامه، ويضم المبني وجود طوابق لحفظ الأطعمة الشرب والنوم واخري مخصصة لانشاء كنيسة وأيضًا  طوابق للطوارئ حتى إذا تنيح أحد الآباء يدفنوا جثمانة دون احداث أضرار بالأخيرين. 

وما يميز الحصن الأثري عن غيره بالأديرة الأخرى؟  يتميز الحصن في المحرق عن غيره أنه من بناء الآباء الرهبان بالجهود الذاتية تقريبا في نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع، ولم يتعرض لأي هجوم على مر تاريخه منذ تأسيسه بسبب مباركة هذا المكان لذلك لم تنقطع فيه الرهبنة حتى الآن.    

وماذا قصة كنيسة الشهيد مارجرجس ؟  تعتبر هذه الكنيسة واحدة من كنائس الدير وليست الأساسية لها مكانة خاصة، فالكنيسة القبطية تُقدر كل من يستشهد على اسم المسيح دون النظر الى جنسيته ويحتل الشهيد مارجرجس الفلسطيني مكانة كبير ويلقب بـ"أمير الشهداء"، نظرًا  لما تعرض له من عذبات قاسية وحُكم عليه 70 ملك ووالي على مدار 7 سنوات، وهناك نسبة كبيرة من كنائس مصر تحمل شفاعة هذا الشهيد.

 هل كان هناك الكنيسة للأحباش المحرق؟ يجيب الأنبا بيجول قائَلا كان في الماضي كنيسة للأحباش داخل دير المحرق ، تعلو الكنيسة الأثرية ومع مرور الوقت أصبحت حملًا يُثقل على المبنى العتيق بسبب ضعف أساسيتها فتقرر إزالتها عام 1940 بالإتفاق مع الرهبان الأقباط، وتم وضع حامل من الخشب منقوش بالصليب الحبشي  إلى جانب الصليب القبطي، ويحتل المحرق مكانة خاصة لدى الأحباش وعندما يذهبون إلى القدس يحرصون على المرور إلى هنا، وأيضًا في المناسبات وأعياد العذراء يحتفلون هنا، ويصوم الأحباش صوم يعرف لديهم بـ"صوم جبل قسقام" مدته 40 يوم، وأيضًا هناك رواية آخرى تعكس مدى ترابط الأحباش بأرض الدير والتي تقول أن هناك ملكة جاءت هنا لتأخذ حفنة من تراب الدير وشيدت فوقه كنيسة هناك.  

لما احتل دير المحرق مكانة فريدة لدى المسيحيين حول العالم ومايميزه عن غيره؟ كان الدير قديمًا وسط جبل بالصحراء ولكنه الأن وصله الامتداد العمراني، ومايميزه إلى جانب أن العائلة المقدسة  عاشت هنا، أنه الدير الوحيد الذي يضم كلية إكليريكية صباحية، ويضم معهد للمرتلين، وتصلي الكنيسة الأثرية بإستخدام اللغة القبطية فقط. 

وما سبب تسمية دير المحرق بها الاسم؟ "المحرق" هو اسم  المنطقة وهناك سببين وراء تسميت الدير بهذا الإسم الأول نسبة لوجود نبات ضار " الحلفا"  كانوا يقوموا في الماضي بحرقه، والسبب الثاني هو انحصار الماء عن هذه المنطقة وكانت تُحرق النباتات.

ما اشهر الأعمال الادبية التي حفظت محطة “دير المحرق" في مسار العائلة المقدسة بمصر؟ هناك مؤرخون حفظوا تاريخ الدير إلى جانب وثيقة "الميمير"، ومنهم نيافة الأنبا زخارياس أسقف سخا الذي ذكره في أعمال أدبية، ثم توارث الأجيال المعلومات المعروفة عن مسار العائلة المقدسة، وفي العصر الحديث اهتم الأنبا غريغوريوس أحد أساقفة الدير بالبحث العلمي وعاش هنا كراهب وكان اسمه  هنا الأب الراهب باخوم المحرقي وكان عالم جليل وأصبح أسقف للبحث العلمي والدراسات الحقوقية وكتب كتاب عن الدير المحرق و تاريخة.

وأيضًا اهتم الدير مع الوقت أن يصدر كتابًا خاصًا عن تاريخه فكلف الأسقف السابق المتنيح (الانبا ساويرس) بتكوين لجنة للبحث بصورة دقيقة والكتاب في هذا الأمر وتم اصداره في التسعينات بعنوان "دير جبل قسقام قدس- وتراث".