بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

"آية.. وحكاية".. قبول العمل

بوابة الوفد الإلكترونية

بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) المؤمنون: 60

في الحديث الصحيح أنّ أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - قَالَتْ: يَا رَسُول اللَّه (والَّذِينَ يَأْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة)، أَهُوَ الرَّجُل يَزْنِي وَيَسْرِق وَيَشْرَب الْخَمْر ؟ قَالَ: " لا يَا ابْنَة أَبِي بَكْر - أَوْ يَا ابْنَة الصِّدِّيق - وَلَكِنَّهُ الرَّجُل يَصُوم، وَيُصَلِّي، وَيَتَصَدَّق , وَيَخَاف أَنْ لا يُقْبَل مِنْهُ"، وفي رواية أخرى: هُوَ الَّذِي يُذْنِب الذَّنْب وَهُوَ وَجِل مِنْهُ ؟ فَقَالَ: "لا وَلَكِنْ مَنْ يَصُوم وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّق وَهُوَ وَجِل"، قَالَ ابْن عَبَّاس – رضي الله عنهما - : (يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة)؛ قَالَ: الْمُؤْمِن يُنْفِق مَاله وَيَتَصَدَّق وَقَلْبه وَجِل أَنَّهُ إِلَى رَبّه رَاجِع.

عَنِ الْحَسَن – رضي الله عنهما - أَنَّهُ كَانَ يَقُول: إِنَّ الْمُؤْمِن جَمَعَ إِحْسَانًا وَشَفَقَة، وَإِنَّ الْمُنَافِق جَمَعَ إِسَاءَة وَأَمْنًا، وعنه أيضاً أنه

قال: (يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة)، قَالَ: يَعْمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِنْ أَعْمَال الْبِرّ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَلا يُنَجِّيهِمْ ذَلِكَ مِنْ عَذَاب رَبّهمْ. وهذا شأن المؤمنين المخلصين ؛ فهم يتقرّبون إلى ربهم بصالح العمل، ومع هذا فَلا يُنَجِّيهِمْ مَا فَعَلُوا مِنْ عَذَاب اللَّه، فَهُمْ خَائِفُونَ مِنَ الْمَرْجِع إِلَى اللَّه لِذَلِكَ ؛ فالمؤمن يعيش بجناحي الخوف والرجاء: يخاف ألا يُقبل عمله ويُردّ عليه، وفي الوقت نفسه يرجو رحمة الله – تعالى – الذي لا تُفيده طاعتنا، ولا تضرّه معاصينا سبحانه من إلهٍ غفور رحيم.

اللهم إنّا نرجو مغفرتك وعافيتك وسِترك، يا مَن وسِعَتْ رحمتك كلّ شيء.